شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 141)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 141)
- المحتوى
-
المقاومة لم تتوقف , وان اعترتها اشكال الضعف بفعل ضخامة التحديات من جهة ٠ ويفعل فقدان ادوات المقاومة
المتظمة من جهة اخرى .
نحن أذن بعد ١54/6. , أمام مرحلة جديدة في كل ما طرحته وفرضته على الشعب . إننا بشكل ادق امام شعب
اقتلع من وطنه ويدأ مرحلة البحث عن الذات لخارجه , وهى البحث الذي طال ٠ نقول طال ولكنه لم يتوقف
مطلقا -
بعد ١54/6 عاش الشعب الفلسطيني مرحلة التجريب ٠ ولكنه ظل دوما وبالرغم من اختلاف التجارب
وتعددها - يبحث عن نقسه , عن كينونته المستقلة , باعتبارها نقيض الصهيونية المباشر من جهة , واداة تحريك
الواقع السلبي المهيمن من جهة اخرى .
هل وصل الشعب الفلسطيتي الى مرحلة اكتشاف الذات مع مطلع العام 1375 تاريخ انطلاق الثورة
بالضبط ؟
وبمعنى اخر هل بدأت مقاومة الشعب الفلسطيني في التبلور الى اشكال تنظيمية وسياسية وجماهيرية مع
هذا التاريخ الذي حدده الاستاذ يوسف اليوسف موعدا لظهور شعر المقاومة ؟
في اعتقادنا ان الاجابة بنعم . على هذا السؤال تحمل في طياتها الكثير من الخطا التاريخي ٠ بكل ما يترتب
على هذا الخطا من نتاتج وما يتفرع عنه من تفاصيل سوف تشمل كل مناحي حياتنا دون استثناء . ذلك ان هذه
الموافقة سوف تعنى , قبل كل شىء , أن هذه الثورة قد انطلقت من الفراغ . ولم تكن ؛ كما يقول الواقع , محصلة
لجهد سياسى وتنظيمي بدأ قبل تلك بسنوات طويلة وجاءت الرصاصة الاولى عام 1375 تتويجا له . فالذين أعلنوا
عام 1572 بدء الكفاح الفلسطيني المسلح , كانوا قد انفقوا سنوات عديدة في الدعوة لهذا الكفاح والتبشير به
واستقطاب القوى الوطنية الفلسطينية له .
هذه الحقيقة على جانب كبير من الاهمية . واقرارها سوف يفرض علينا ان نعيد النظر في فهمنا لمفهوم
المقاومة ومن ثم لاشكالها .. فاذا كنا نشير اليوم الى نضال الارض المحتلة ضد الاعداء الصهاينة؛ ونضال
فلسطيتيي المنفى ضد مؤامرة التسوية الاميركية باسم المقاومة . فان هذا التعبير قد اخذ , في الخمسينات
والستينات . مخدامين مختلفة بحسب المرحلة التاريخية . وبحسب التحديات التي انلعت كلها من اجل طمس
الشخصية الوطنية للشعب الفلسطيني واذابة هذا الشعب .
هل يبدا شعر المقاومة اذن مع مطلع عام 1515 ؟ هل نسقط من حساباتنا مراحل الصمود البطولي للشعب
الفلسطيني في وجه مؤامرات التوطين في سيناء , والاحلاف الاستعمارية ٠ وقبل ذلك مؤامرة ضم الضفة الغربية
لمملكة الهاشميين . وغيرها من مواقف البطولة والتحدي ؟
ان اعتبار هذه الاشكال من اللقاومة السياسية والجماهيرية خارج مفهوم المقاومة سوف يحتم علينا ان نفعل
ما فعله الاستاذ يوسف اليوسف في مقالته . اي ان نسقط معها كل تعبيراتها الثقافية التي نحتقد انها تشكل
جزءا هاما من تراث شعبنا الثقافي ٠ خصوصا على صعيد الشعر الذي لعب , في تلك الفترة ؛ دورا هاما في هذه
القاومة , وعبر الشعراء من خلاله كل على قدر موهيته , عن موقف الاصرار الوطني الفلسطيني على التمسيك
بارض الوطن وبالشخصية الوطنية المستقلة . 1
مقالة الاستاذ يوسف اليوسف اغفلت هذه الحقيقة . بل مرت عليها وقفزت عنها لتصل الى مطلع
السبعينات ٠ باعتباره مرحلة خلهور الشعر المقاوم .
منذ مطلع الخمسينات ازدحمت الساحة القلسطينية بالشعراء الذين اصطلح على تسميتهم بشعراء النكبة ,
وان كنا نرى ان هذا الاصطلاح - يما يحمله من معان سلبية لا ينطبق عليهم جميعا . قبيئما غرق البعض
في بكانيات فجانعية , انطلق البعض الاخر في الحث على رفض الواقع . متلمسا اسباب هذا الواقع
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 101
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6868 (5 views)