شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 150)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 150)
المحتوى
يتحرك بما يوحي ان أرادته غير مغلولة
هذا الموققف يعكس ‎,٠‏ بالطبع ‎٠‏ الوضع السياسي
للعرب الفلسطينيين منذ بدء الهجرة اليهودية ويعد ذلك
بزمن طويل ‎٠‏
وبالمقايل » يعمد ‎«١‏ كابليوك ‎٠‏ الى التسلل اولا ,
ثم اظهار القوة بالتدريج واستخدامها دون هوادة
حيثما كان ذلك ضروريا . ومن خلال شعوره بالخللم
والاضطهاد ‎٠‏ ومن خلال توجسه من موقف الاخرين
تجاهه , لا يخامره اي شك في أنه يدافع عن قضصية
مصيرية بالنسبة له . انه يبدى أعمق وعيا واقوى
تصميما من ‎«١‏ علي ‎٠‏ »2 بينما يبدو ‎١‏ علي » أكثر
صدقا وارهف حساسية . ولكن ‎٠‏ كابليوك » أيضا
حساس بطريقته الخاصة انه مسكون بسلسلة من
العقد والاوهام , تجعله عرضة لاستثارة غير سليمة
كلما مس أحد المؤثرات المعينة ساحة شعوره . ها
هئ سيالة وعيه المعقد تنثال على لسانه عندما وصفه
علي بأنه قاتل :
« فليست هذه هي المرة الأولى التي يدعونك فيها
بالقاتل , وانت تقاوم فيك القتل . كان ذلك غداة
الاستقلال , وقاومت تقريبا بغير سلاح . عدد قليل
جدا ! ضنعفاء ضد اقويا ء ! وحاولو! أن يخنقوا في
البيضة هذا الاستقلال : وان يضعوا حدا لآخر أمل
للشعب اليهودي في ذلك الوقت الذي عرف التهديم
والتجديد والانطلاق . قوقف الى جانبك أحسن القادة
وأحسن العسكريين الذين قادوا فرقهم إلى معركة
فرضت عليهم ؛ وقادوها الى نصر , إلى نصر محتم
لأنهم يداقعون عن الحق » ( ص ‎2١‏ من الروايية )
ان موقف كابليوك - كما هو واضح ‏ يمثل
الموقف الصهيوني اليهودي في الصراع : التسلل ؛
الحذر ؛ التخطيط : التظاهر بالرحمة وايطان
الايمان بالقوة : الاعتداد بالنفس ؛ التعلق المصيري
بالهدف : الاندفاع بفعل عقدة الاضطهاد .0
وهكذا يكون كل من « علي » و « كابليوك »
تموذجي الصراع . وهكذا تكون معادلة الصراع غير
متوازنة ‎٠‏ ويكون موقف « كابليوك ‎٠‏ هى الأقوى ولو
الى حين .
ويالطنع » من عناصر ضعف ‎٠‏ علي » أنه نزع
نفسه أو إنتزع إنتزاعا من إطار الأهل والصديق »
واستغرق فترة طويلة حتى اهتدى إلى سياج بديل من
التأييد ( النضال العمالي ) يستند أليه في مقابل
استتاد الصهيوني إلى اطاره اليهودي والاستعماري
والأوروبي - ‎١‏ 1
+ - صراع النقيضين معقد جدا لأنه صراع
بين طرفين عقدتهما المعاناة وخلافا لا قد يتبادر
للذهن اول وهلة . يكتشف الانسان لدى التعمق في
« التقيض » ان الصراع معقد جدا , للاسباب التي
نكرت سايقا من جهة ‎٠‏ ولأن الطرفين كليهما ‏ من
جهة أخرى ‏ تعقدا بقعل المعاناة واليوّس
والاضطهاد واللااستقرار » وما يعتبر أنه.تنكر
الآخرين لهم . وصحيح أن نصيب الطرف
الصهيوني ( كابليوك ) من .هذه الصفات كبسير
وظاهر , ولكن نصيب الطرف الفلسطيني ( علي )
من ذلك ليس قليلا وإن كان أقل بروزا ‎٠‏
ومن الصعب أن يجزم القارىء بأن مؤلف الرواية
قصد قصدا الى معالجة هذه الناحية النوعية . ولكن
يظلل حق القارىء أن يتوصل إلى هذا الاستنتاج .
وربما كان الاستعراض التالي السريع لطبيعة كل
من الطرفين ‏ كما يبدو من الرواية ‏ كفيلا بتفسير
هذا الاستنتاج .
الطرف القلسطيني :
ضحية عقدة الذنب يسبب تفريطه بالحق
والأرض ‎٠‏
ضحية الشعور بالقرية وما تفرضه على
صاحبها من قيود وما تجره عليه من معاناة وتعرض
للاذى ومذلة .
ضصحية التوق الدائم للارض والشعور المؤلم
بالحرمان منها , ويالتالي بالحرمان من حق الحياة
والحرية والكرامة .
- ضصحية عقدة المعاناة من أنقلاب الأهل
والصديق وتنكرهم وخذلانهم آياه .
ضحية عقدة الشعور بالضعف وبضخامة
العدو ويتألب العالم مع العدو .
ضحية غموض هدف النصر . وضالة الآمل ,
على الرغم من رسوخ الايمان بضرورة مواصلة
الكفاح مهما كبرت التضحيات *.
الطرف الصهيوني :
* يجد القارىء تفضيلات هذه النقاط ومناقشتها في البحث المشار اليه سابقا حول ‎٠‏ الموضوع
الفلسطيني في ثلاث روايات فلسطينية » .
تاريخ
أبريل ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7176 (4 views)