شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 152)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 152)
المحتوى
لأنها تشد القارىء باستمرار إلى لب مشكلة
« النقيض » . بل انها تقدم نقيضا من نوع آخر ب
هو اقرب الى التباين منه الى التناقض ‏ وهو الفرق
بين حالة اليطل في زمن السرد وبين حالته في الزمن
الحقيقي الذي كون ما هو عليه . أي زمن النكبة
والمعاتاة الأصلية . وأن مقاطع الحركة الداخلية هذه
لا تنمازفقط ببروزها البصري الشكلي ولا بمضموتها
. ولكن بتفسها الخاص ولغتها : فهي تحاول ان
تقترب من أنفاس الشعر بايحائيتها وتقطعها
واتكائها المستمر على الرمز من جهة ‎٠‏ ويلغتها
المصقولة المشحونة بالمشاعر من جهة إخرى . وحق
لها أن تكون كذلك . ما دامت حركة النفس
الداخلية , وربما حركة « الحقيقة الداخلية » ولكن
الانسان لا يستريح اليها دائما ولا ينساق معها
انسياقا ؛ ريما لانها لا تعطي انطباعا بأنها فيض
النفس العفوي الطبيعي . أنها صنعة واعية لم
يحسن صائغها الجهد الذي بذله في صوغها » وانها
عن نفسها بنوع من التظاهرية يتناقض
تناقضا واضحا مع مأ يتوقعه الانسان من دققة
النفس الداخلية الانسيابية اللاواعية .
وان هذه المقاطع لتكاد ‎٠‏ تشكل ‎٠‏ رواية أخرى
داخلية . بعيدة زمنا ومكانا . وموغلة في البعد ,
تساير احداث الرواية الخارجية . ولكنها من طبيعة
مختلفة ؛ من طيئنة رخوة شبه متشكلة » يندمج فيها
الشعور بالعقل بالوجدان بالذاكرة.. وتجري فيها
محاولة جريئة لترويض الزمان والمكان ولتطويعهما
بحركة المعنى ويحركة النفس ‎٠‏ ويمكن ان تقرأ
وحدها مستقلة عن الرواية الظاهرية , ومن هنا كان
يفترض فيها ان تكون سلسلة من الهمس الخافت
( لا آذانا من مكبرات المسجد في الصباح ) .
ومن الحق ان نؤكد على أن هذا الحكم لا بنسحب
على هذه الرواية الداخلية بأكملها : فهناك مقاطع
جميلة موجية نافذة مفعمة بالصدق والحقيقة ,
ولكنها مبعثرة .
ان رواية ‎٠‏ النقيض » الداخلية ‏ شأنها شأن
رواية ‎٠‏ النقيض ‎٠‏ الخارجية ‏ تعاني عدم الاستواء
في الاجادة . وما أكثر ما فيها من ارتفاعات
وانخفاضات , وما أكثر ما تفاجىء القارىء يما لا
يسمح له بالاستمرار في التأثر وبالتالي التعلق بما
يجري-. وما أكثر المواقف الخارجية والداخلية التي
تبدو مقحمة اقحاما على الرواية , وما أكثر
التداعيات التي تؤدي الى عرقلة مشروع التطور
الداخلي للرواية ؛ وعلى الرغم من أن الرابط النفسي
موجود بين اللحظة الراهنة واللحظة المستذكرة , فان
التداعي لا يبدو دائما عضوي الصلة بمشكلة اللحظة
الراهنة . واذا سمح الانسان لنفسه باستخدام
مقياس تقليدي لرواية غير تقليدية ‏ وفي هذا ظلم نقر
ونعترف به فانه يستطيع بسهولة أن يسقط خلال
القراءة مقاطع كثيرة من ( الروايتين ) دون أن يحس
بتقطع شديد ؛ لان التقطع موجود آصلا ‎٠‏
ومما زاد الطين بلة أن المؤلف - في غمرة محاولته
الجادة حشد كل أدوات الثعبير والتقنية الممكنة لم
يشا ان يستغني عن ادوات السرد غير المباشر » مثل
توصيف الشخصيات لنفسها وللآخرين ‎٠‏ وسرد
حوارات من الذاكرة تقطع أوصالها مساتد الحواد
المعروفة من مثل. ‎٠‏ قال »ى ‎٠‏ قلت ».. مما يبقي
وجودا ولو جزئيا لشبح -راوه غريب » محيسط
بالأشياء » يفرض نفسه على الشاشة ويشهر سيفه
أحيانا على انسيابيتها .
ولكن ‏ ف الرواية كما في الحياة. تختاط الحسنة
بالسيئة وتتداخلان .. ومن الحق إن يؤكد دائما
القارىء المنصف أن معظم ما وقع فيه أفنان من
« مطبات » ناجم عن زخم رغبته في ‎٠‏ حشد
الطاقات2*0 فالظاهرة السابقة مثلا نجمت عن رغبة
الكاتب في الاكثار من الزوايا والأصوات وابعاد
« احتكار » القص عن الشخصية ‎٠‏ المركزية » او
الشخصيتين المركزيتين ( علي وكايليوك ). » وافساح
المجال لزوايا اخرى من الرؤية . حتى اننا احيانا
نجد احداثا مروية بلسان شخصية ما , وهمية ,
وليست بالضرورة اسقاطا للشخصية المركزية » بل
وأذكر اننياجزته للطباعة يومذاك وبشيء منالحماسة, ولعل في هذا ما يؤكد حسن النية التي صدرت عنها
الملاحظات السلبية الكثيرة التي تتضمنها هذه الدراسة . وهذه مسألة جاتبية على أي حال أرجو ان لا تعطى أكثر
من حجمها .
* تفرض حات المرحلة السياسية نفسها على لغة الأدب بقوة لا تقاوم ماذا في ذلك ؟ المهم الاكهترىء
يسبب سوء الاستعمال .
تاريخ
أبريل ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7176 (4 views)