شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 10)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 10)
- المحتوى
-
هناك اعادة نظر شاملة وجذرية , في مناطق السيطرة الانعزالية وفي مدارس ومؤسسات
الرهبانيات المارونية والارساليات الاجنبية , بكل البرامج التاريخية والتربوية والكتب والمناهج ,
وعلى النحو الذي يودي الى تنشئة التلامذة منذ المرحلة الابتدائية » وحتى منذ مرحلة الحضانة »
تنشئة طائفية متطرفة ويروح من الحقد شبه العنصري على الغرباء الفلسطينيين الذين يجتاحون
لبنان . كما تقوم لجان وهيئات خاصة في الكسليك وفي الاحزاب اليمينية يتأليف اعداد كبيرة من
الكتب والكراريس والاسطوانات التعليمية والاناشيد والاغاني وسائر الادوات التعليمية
والاعلامية والتحريضية المخصصة للمدارس ٠ ويما يؤْدِي الى تربية اجيال كاملة انطلاقا من
القيم المذكورة . وهذه ايضا صورة منقحة ومعدلة ( واحيانا : مطورة واكثر عصرية ) من
التجربة الصهيونية في حقل التوجيه والتربية والتعليم .
موضوع « الاعلام الانعزالي » » في معناه الواسع , لا بد له من ان يشمل هذا الجانب
بالطبع . بل لا بد من ان ينطلق منه . فالاعلام في عصرنا ليس مقتصرا على اضدار صحيفة أى
الادلاء بتصريح اوبث خبر » ولا هومقتصر ايضا على العمل الاذاعي والمتلفز . الاعلام يبدأ من
التوجيه المدرسي وما قبل المدرسي » ومن الاغنية واللوحة الفنية ليصل الى النشاط الديني
والتبشيري » مرورا بجميع المؤثرات النفسية والوجدانية الممكن استخدامها في ما اصطلح على
تسميته بالحرب النفسية : التخويف ؛ الشائعة ؛ التضليل ؛ التضخيم ؛ المهاترات ؛ التعمية ؛
قطع المعلومات ؛ منع تداول صحف ومنشورات معينة ؛ تحريك غرائز واثارة تيارات عصبية ؛
استغلال حوادث وتصرفات فردية ؛ افتعال حوادث اخرى لتؤكد او تكمل العمل الدعائي
التحريضي ؛ الخ ..
وهكذ! » يرى الباحث نفسه » يادئغ ذي بدء , امام ضرورة اعطاء لمحة موجزة عن فئات ىو
« انواع الجمهور » التي يتوجه اليها الاعلام » وذلك قبل الوصول الى البحث في السياق العام
الذي يحكم هذا العمل الاعلامي .
المسيحيون و « الخطر الفلسطيني »
لقد ركز قادة « الجبهة اللبنانية » ؛ في دعايتهم الموجهة الى المسيحيين ؛ على بعض
المنطلقات التي حاولوا ترسيخها في ذهن المواطن المسيحي العادي باشكال مختلفة ويضغوط
نفسية في غاية التنوع . ومن ابرز هذه المنطلقات ٠ الفكرة القائلة بان القيادة الانعزالية
« المنظمة » هي ممثل المسنيحيين الوحيد , وهي القوة المؤهلة لانقاذهم من المخاطر الداهمة ,
وبالتالي قان الالتفاف الشامل والاجماعي حول احزاب القيادة المذكورة انما يحقق للمواطن
الضمانة بان يحمي نفسه ويصون كرامته واسرته وارزاقه . وللدلالة على هذه « الحقيقة » فان
اجهزة الاعلام » وكذلك قادة الاحزاب والتنظيمات » قاموا بتضخيم الاخطاز الخارجية ولا سيما
« الخطر الفلسطيني » , وذلك ابتداء من سنة 1414 عندما التقى نواب منطقة المتن الشمالي
وطرحوا ضرورة نقل المخيمات , ولا سيما مخِيم تل الزعتر ٠ باعتبار انها تشكل خطرا على هذه
المنطقة المسيجية !
ومن المغروف ان تلك النشاطات جرت في الوقت الذي كانت فيه السلطة اللبنانية قستعد
للقيام بتحرشات دموية ضصد المقاومة الفلسطينية والحركة انشعبية اللبنانية ؛ مما أدى الى
74 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 102
- تاريخ
- مايو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6630 (6 views)