شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 19)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 19)
المحتوى
طرحه ومن حيث ما احيط به من حساسيات , قد اسهم اسهاما شديدا في اذكاء الحملة
الانعزالية الرامية لتوسيع « الالتفاف المسيحي » حول قيادات الاحزاب الانعزالية . ومن
الطبيعي القول بانه كان من الاجدر ان يطرح شعار تحرير جونيه ويكفيا من قبل اللبنانيين
الوطنيين ؛ ليس من قبيل التكتيك فحسب ‎٠‏ وانما ايضا من قبيل تأكيد أن المواطن اللبناني الذي
يدعم القضية الفلسطينية ويعمل لوضع امكانيات لبنان في تصرفها , انما يحرص على أن يكون
ابناء كسروان والمتن في قلب النضال الوطني ضد ال مؤامرة التقسيمية - الصهيونية , وذلك جنبا
الى جنب مع ابتاء بيروت الغربية وعاليه والشوف والجنوب .
؟ - استغلت الدعاية الانعزالية الشعارات والتحركات الاعلامية التى قامت بها بعض
الدول العربية اثناء الحرب اللبنانية او بعدها . وقد اتخذ بعض هذه الشعارات طابعا يقرب من
محاولة فرض حلول « من فوق » او « من البعيد » . هذا عدا الكلام الفضفاض عن تحرير
لبنان : من مسافة الاف الكيلومترات , وهو كلام جاء احيانا في اسلوب لا يقنع احدا ولا ينفع
المعركة الوطنية الفلسطينية ‏ اللبنانية في شيء .
؟ - المزج بين العروية والاسلام » كان عنصرا من العناصر الاساسية التي ركز عليها
الاعلام الانعزالي » وذلك منذ احداث 15354 . وهنا لا بد من الاشارة الى ان التحرك السياسي
الانعزاليي في هذا الاطار قد ارتدى طابعين متناقضين ومتداخلين : الاول , هى الافادة من
التعصب الاسلامي بكافة اشكاله ومظاهره » في لبنان وفي الدول العربية وحتى في خارجها ,
لطرح الامور وكائما من حق ‎«٠‏ المسيحيين » ان يشددوا من تعصبهم » وان يصعدوا نشاطهم
ويشيدوا مؤسساتهم ويقيموا وطنا وامة ؛ اما الثاني » قهو السعي « لاستمالة » المسلمين عن
طريق طرح الشعارات الوفاقية الزائفة واظهار الامور وكانما القيادة الانعزالية هي التي تمد
يدها , باسم المسيحيين , لمحاورة « الجناح الاخر » ؛ على ان يكون تمثيل هذا الجناح ممثلا في
زعامات اسلامية تقليدية وليس في اليسار المخرب ‎٠‏ وعلى ان يكون شعار الجميع هو طرد الغرياء
وفي طليعتهم الفلسطينيين . وهو التناقض الذي سوف نعود اليه لدى الدخول في مازق الفكر
الانعزالليي في مسألة المجابهة اللبنانية الوطنية والاسلامية للمشروع الانعزالي - الصهيوني ‏
؛ - كان من الطبيعي ان يستغل الاعلام الانعزالي » استغلالا قويا ومكثفا » المشاكل
وضروب الفوضى القائمة في المنطقة الخاضعة لسيطرة التحالف الوطنى اللبتانى -
الفلسطيني ‎٠‏ وان يعمل على تضخيم و « تعميم » النواقص والثغرات في العمل الوطني من
سياسي وعسكري واجتماعي ؛ فضلا عن الانطلاق من حادث معين او جريمة معينة تحصل في
المنطقة الوطنية وتوجيه انظار القراء والمستمعين اليها وعلى النحو الذي يغطي كل ما يحصل في
منطقة السيطرة الفاشية . ولا يمر يوم واحد الا وتتولى اذاعات وصحف ‎١‏ الجبهة اللبنانية »
وصف الحالة الامنية في جميع مناطق لبنان وفقا لروية مسبقة ولتصميم واضح على اظهار التمايز
بين المنطقة « المتحررة » اي الخاضعة لسلطة الاحزاب اليمينية , والمنطقة المحتلة من قبل
الفلسطينيين والحركة الوطنية , واظهار هذه الاخيرة بوصفها منطقة التشاحن الدائم والسرقات
والجرائم والضغط على الحريات .
ومع ان عكس ذلك هو الصحيح , في تسعين بالمئة من الحالات , فان التقنية الأعلامية
المتطورة ووجود تجرية كبيرة في هذا النوع من الحرب النفسية لدى الاحزاب الانعزالية واجهزة
17
تاريخ
مايو ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7247 (4 views)