شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 21)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 21)
- المحتوى
-
الذي تريد » ٠ وبحيث تكون السلطة فيه خاضعة كليا لمنطق المشروع الانعزالي القاضي ببناء
جيش مهمته محارية المقاومة الفلسطينية ومحارية القوى التقدمية والوطنية والفئات الاجتماعية
« المشاغبة » على النظام . وعلى هذا الاساس ايضاً تكون الكتائب قد تحاشت الاعتراف بأن
الأزمة انما كانت كامنة في أعماق النظام الذي كان سائداً في لبنان قبل أحداث 19!/50 » وفي بنيته
وحركته الداخلية » ويأن اعادة بناء هذا النظام مع سيطرة فئوية مفضوحة هذه المرة ومع انتصار
كامل للجناح الفاشي سوف تعني »٠ بكل بساطة , المزيد من التقدم نحو الانتحار الشامل .
وليس هذا هو الدليل الوحيد على ان الفكر الانعزالي يرفض الاذعان للحقيقة ويرفض
الاعتراف بجذور الأزمة . ولدى مراقبة النهج السياسي والاعلامي للاحزاب اليمينية اللبنانية ,
في المراحل الأولى من الحرب الآهلية , يتضح أن هذه الاحزاب كانت ترفض »٠ باصرار ان تقر
بأن الاحداث الدامية وقعت عندما كانت البورجوازية اللبنانية في أوج ازمتها . وكانت ترفض »2
في الوقت ذاته , الاقرار بأن الازمة انفجرت عندما وصل المشروع الاميركي - الصهيوني في
المنطقة الى ذروته .
في الحالتين , يلقى بالمسؤولية على « الغير » ٠ على قوى من خارج النظام » وعوامل غير
داخلة في بنية هذا النظام » وغير داخلة ضمن العلاقة التبعية التي تريطه بالامبريالية .
ويمكن القول بأن المهمة التاريخية التي أخذها الاعلام الانعزالي على عاتقة طوال فترة
السبعينات » وخصوصاً منذ انفجار الحرب الاهلية ٠ هي تأمين الدلائل والقرائن ووسائل
الاقناع التي توقر صك البراءة المطلوب للبورجوازية اللبنانية الكومبرادورية المهيمنة منذ
الاستقلال : براءة بالنسبة الى جريمة تفتيت البلاد اجتماعياً وطائفياً ) ثم جغرافياً ) » ويراءة
بالنسبة الى عجزها التاريخي عن بناء لبنان كدولة متماسكة وشعب متّحد ٠ ويراءة من جريمة
المشاركة » بوصفها وكيلة لمصالح الامبريالية , في المخطط الصهيوني - الامبريالي لضرب الثورة
الفلسطينية وعروية لبنان والصمود العريي .
وهذا يعني , بالطبع , اعطاء صك براءة للتحالف الامبريالي - الصهيوني الرجعي . ليس
فقط من حيث أعمال هذا التحالف ومؤّامراته , وانما ايضاً من حيث بنيته وعلاقته الداخلية
الصميمة ب «التوازن » السياسي الذي قامت عليه « الصيغة اللبنانية الفريدة » .
وهذه المهمة الشاقة , الموضوعة أمام الجهازالايديولوجي والدعائي للقوى الرجعية
اللبنانية »لم تكن في الأساس محصورة في الهيئات والاحزاب اليمينية « المسيحية » : زانما
كان النهج الرسمي للحكم , منذ الاستقلال يصب في اطار هذه التبرئة . وان كان الحكم قد
حاول الظهور بمظهر « الحياد » بين الشرق والغرب ٠ اوبمظهر صلة الوصل بين العالم العربي
والدول الغربية » اى بمظهر الحياد بين المحاور العربية » اى- اخيراً بمظهر المساند لقضية
الشعب الفاسطيني ٠ ذلك أن البورجوازية اللبنانية ظلت تعتبر نفسها جزءأً من مصالح « العالم
الحر » ( وفي التعبير العلمي فهي بورجوازية توْمّن استمرار هيمنتها الطبقية وامتيازاتها ولكن
بضفتها شريكة للامبريالية من موقع تبعي » وقد نشأت البورجوازية المصرفية - التجارية
وترعرعت من الأساس في الوقت الذي كانت فيه الرأسمالية العالمية قد دخلت أزمتها التاريخية .
وبالتالي لم تتمكن هذه البورجوازية اللبنانية من ان تعيش طوراً ه صاعداً » كما فعلت الانظمة
14 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 102
- تاريخ
- مايو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 11194 (4 views)