شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 22)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 22)
- المحتوى
-
الاوروبية . وهذا من ايرز أسباب | أزمتها » التي يسميها بعض المفكرين ومنهم مهدي عامل
ازمة بنيوية داخلية » معتبرين أن المجتمع اللبناني قد انتقل من الاقطاع الى الرأسمالية ولكن في
ظل التبعية البنيوية للامبريالية . فدخل من البداية في طور أزمة ليست سوى ازمة الامبريالية
نفسها(”) . في حين يفضل مفكرون آخرون القول بأن المجتمع اللبناني انتقل من الاقطاع الى
مرحلة من التكون الطبقي ٠ الانتقال المعاق , أى الرأسمالية المعاقة . الآ أنهم يجمعون على
اعتبار النظام اللبناني في أزمة بنيويّه » رغم الازدهار النسبي الموقت الذي حصل لاسباب
خارجية في عهد الرئيس الاسبق كميل شمعون . كما يجمعون على أن الانتقال الى الرأسمالية »
وسيطرة الطغمة المصرفية - التجارية على الاقتصاد ومقاليد الأمور , قد نّم وفقاً لمساومة كبرى
جعلت هذه الطبقة المسيطرة تكلف فئة سياسية معبرة عن بقايا الاقطاعات السياسية ؛ بأن تتولى
السلطة السياسية « كفئة حاكمة وكوكيل للبورجوازية » على حد تعبير فواز طرابلسي ) .
واذا كانت البورجوازية اللبنانية قد عجزت ؛ من الأساس , عن القيام بمهمة توحيد
الشعب توحيد! حقيقيا ( وهي مهمة لم تطرحها أصلاً لانه ليس من مصلحتها ذلك ) » فانها
نجحت في تحقيق نوع من « الوحدة » الطائفية اى التلاقي الفوقي بين الطوائف ٠ على النحى
الذي يحصر الصراع في نظرها ضمن هذا الاطار بالذات ويحاول ان يشل قدرات الجماهير
المناضلة ضد هذا النظام وضصد التبعية للامبريالية , فتتأمن بذلك ديمومة « الصيغة النموذجية
الفريدة » ويعيش « فسيفساء الطوائف » الى الأبد .
ولقد جاءت الحرب الأهلية اللبنانية بالضبط عندما كانت الازمة الاقتصادية الاجتماعية
السياسية قد أخذت تهدد بانهيار هذه « الصيغة الفريدة » التي طالما تغرّل بها الاعلام
الانعزالي » وأقام لها تماثيل التمجيد وقدم لهاالقرابين . كما جاءت هذه الحرب في الوقت الذي
كان دون « الصلة الحضارية بين الشرق والغرب » ( وفي الحقيقة : دور الوساطة بين
الاحتكارات الغربية والاسواق العربية ومواقع النفط ) يتقلص ويتهاوى ٠ بالنظر الى عوامل
اقتصادية وسياسية واستراتيجية نابعة من آلية العلاقات بين الدول الغربية والمنطقة العربية .
وجاءت الحرب بينما كان الحكم اللبناني يصر » رغم اشتداد الازمة الداخلية وتعقد العلاقة مع
المقاومة الفلسطينية وتزايد الاعتداءات الاسرائيلية في الجنوب ,٠ على رفض الاعتراف بأن
التركيبة الطائفية اللبنانية تودي تدريجياً ليس لتفكك الفئات الكادحة والمعادية للنظام »
فحسب »٠ بل لتفكك هذا النظام بالذات ايضاً .
وقد عجز الاعلام الرسمي والاتعزا لي » طوال فترة السبعينات » عن اقناع الناس بأن
أسباب الازمة كلها خارجية . وعجز عن اقناع الناس بأن تركيبة الحكم » وسيطرة اصحاب
الامتيازات ورسوخ الطائفية السياسية , ليست هي السبب ف الْآرْمة » وان كل ما في الأمر هى
بعض الاخطاء والنواقص في « الممارسة » وان الوجود الفلسطيني المسلح والتدخلات العريية قد
امعنت في استغلال هذه الاخطاء وهذه النواقص . والفكرة التي تلي هذه الاخيرة مباشرة فى
تلك التي تقول بأن التوازن اللبتاذ ني ني » الذي بقي قائماً رغم الازمات بفعل ازلية الصيفة ويفعل
« العناية الالهية » , هذا التوازن القائم بين « الجتاحين المسيحى ي والاسلامي » قد اختل 2
لسبب خارجي أيضاً , بالنظر الى ان الوجود الفلسطيني في لبنان قد دخل طرفاً في الصراع
فاختل التوازن ٠: بمعناه التقليدي ٠ لصالح الجناح الاسلامي ضد المسيحيين ( كما تقول
5٠. - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 102
- تاريخ
- مايو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 11194 (4 views)