شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 23)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 23)
- المحتوى
-
القيادات الانعزالية في اكثر من مناسبة ) واختل التوازن بمعناه « غير التقليدي » ٠ اي على
مستوى الصراع الحزبي والسياسي والوطني , لصالح القوى اليسارية والناصرية والوحدوية
( كما تقول هذه القيادات نفسها في مجالات أخرى , وفي تناقض واضح يدل على مدى تفاقم
الازمة الايديولوجية المكملة للازمة السياسية النابعة من طبيعة البورجوازية الحاكمة وتبعيتها
للامبريالية ) .
اختلال التركيبة الطائفية
وفي دراسة من دراسات لجنة الكسليك ,٠ التى صدرت تباعاً بشأن تفسير الاحداث
اللبنانية وبرامج الهيئات والاحزاب الانعزالية » نقرأ ما يلي(4١) :« لولا الدعم السوري للمقاومة
الفلسطينية في لبنان منذ قيامها » من المرجح أن لا تكون المنظمات الفلسطينية قد وفقت الى
الوصول الى ما صارت اليه » على الرغم من المسائدة الاسلامية المحلية التي بلغت أقصى
حدودها . ولولا هذا الدعم لما كانت هذه الحرب ولا كان نشويها ممكناً . وكانت سوريا فيها
طرفأقيل نشويها . فكم من مرة أشير الى تواطؤٌ السوريين مع الفلسطينيين ومع اليسار والاسلام
هذا الاتهام الجماعي , لسوريا والفلسطينيين واليسار والمسلمين , انما هو تعبير عن
عمق الازمة التي عاشها النهج الانعزالي ؛ بما هوه مشروع » قائم بذاته ويما هو جزء من نهج
الرجعية الحاكمة وغير الحاكمة . واذا برموزه ومسؤولي دعايته يخبطون خبط عشواء ؛ في بعض
الأحيان » رغم مهارتهم التقنية ورغم قدرتهم على تكييف نشاطهم الاعلامي وفقاً للظروف
المستجدة .
ويبدو أن هذه الفئة الاكثر تطرفاً من ممثلي البورجوازية السياسيين والحزبيين ( وهي
الفئة التي احتكمت الى السلاح ٠ بالضبط » كوسيلة للخلاص من هذا العجز وكأسلوب انتحاري
لحل الازمة البنيوية للبورجوازية اللبنانية ) قد عجزت أيضاً عن فهم مجريات التطور في لبنان
والمنطقة في أواخر الستينات . ولم تفهم معنى وأسباب اتساع المعارضة ( الشعبية والطبقية
والوطنية هذه المرة ) للنهج الانعزالي والفئوي ٠ ولم تفهم معنى وأسباب التجدّر التدريجي في
الحركة الشعبية اللبنانية » وهى ما أسهم في اختلال التوازن الطائفي التقليدي وأخذ يدفع في
اتجاه توازن وطني - طبقي .
ومن أبرز عوامل هذا « التفكك والاختلال » في التركيبة الطائفية , ما شهدته المنطقتان
كلاهما ( المنطقة المسيحية والمنطقة الاسلامية اذا اقتبسنا التعبير الطائفي الرجعي ) من تحول
ونمى . فقد أدى التطور الصناعي النسبي في النصف الثاني من الستينات ( وهذا لا مجال
للتوسع به في نطاق هذا البحث ) الى قيام تجمعات صناعية وحرفية ضمت عشرات الألوف من
العمال اللبنانيين المسيحيين » خصوصاً في المنطقة الممتدة من نهر بيروت ووسن الفيل والمكلس الى
ضبية ونهر الكلب وانحاء المتن الشمالي وكسروان وجبيل »٠ الى جانب الألوف من العمال-
والمستخدمين من شيعة بعلبك وعرب المسلخ والاقليات المسيحية ٠ والالوف من الفلسطينيين
والسوريين الذين عملوا في المصانع والمؤسسات ولا سيما في مرف بيروت ومنطقة الدكوانة تا
الزعتر . وادى النزوح المسيحي المتزايد من الجبل وزحلة والشمال الى « حزام البؤس » المحيط
دن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 102
- تاريخ
- مايو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22747 (3 views)