شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 24)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 24)
- المحتوى
-
بالعاصمة , الى انقكاك فئات كبيرة من المسيحيين ممن شكلوا » خلال عقد واحد من السنين .
تجمعات عمالية معدمة لا تملك الا قوة عملها . أما الفئات المتوسطة والبورجوازية الصغيرة
التي بقيت تحافظ على اعمال ومصالح محدودة في الريف وفي العاصمة فانها هي أيضاً اصيبت
بأزمة اقتصادية عميقة » على صعيد الانتاج الحرثي والزراعي وعلى صعيد التسويق والإسعار
وتحكم كبار المستوردين والسماسرة بحركة السوق كلها . كما تدنت وتدهورت أوضاع الموظفين
وحاملي الشهادات الجامعية والمهنية » وأسهمت نضالات الاحزاب والقوى التقدمية والتجمعات
والنوادي والهيئات الديمقراطية في تسريع وتيرة هذا النمو الاجتماعي والوطني في المناطق
والأوساط والفئات التي كان حزب الكتائب يعتبر نفسه ممثلها الأساسي الى جانب الرئيس كميل
شمعون والعميد ريمون اده والقيادات الدينية المقرية من الاحزاب الانعزالية .
هذه التطورات كلها ادت الى انفكاك « القاعدة المسيحية » التى اعتمدت عليها الاحزاب
المذكورة . وكان لا بد من اللجوء ؛ في مواجهة هذه التطورات ٠ الى وسائل غير عادية ؛ بل الى ما
يتخطّى تجربة « الحلف الثلاثي » في انتخابات 19174 قا يتعدّى الوسائل العنفية التى
استخدمت ضد العمال والطلاب والمزارعيين والمعلمين:. . وأصبح التفجير الشامل هو المطلوب »
لينانياً وفلسطينياً وشرق أوسطياً . وكان لا بد من الأعدان ار والسياسي والاعلامي »
سواء على الصعيد الرسمي أُم على صعيد الاجزاب وميليشياتها . وكان ان قامت هيكات سياسية
واعلامية مهمتها الثابتة « التحضير النفسى » لمثل هذه الاجواء . والى جانب ذلك ؛ التدريب
والتعبئة ونشر الاحقاد , الطائفية والعنصرية ,. وصول الى فك اللحمة المتجسدة في مناطق
الضاحية الشرقية والمتن الشمالي بين الفقراء من كل الطوائف ومن كل الجنسيات العزبية ,
ووصولً . أيضاً , الى فك اللحمة بين مجموع الوطنيين اللبنانيين في دعم القضية الفلسطينية
والحريات الشعبية وعروية لبنان . وفي الحالتين ٠ فهي محاولة « لاعادة تفكيك » القوى
والطبقات المؤهلة لحل الازمة البنيوية للنظام اللبناني حلا جذرياً , الى هذه الدرجة أو تلك ,
بمعنى انها هي المؤهلة لضرب الحلقتين الرئيسيتين اللتين تتسببان في التجديد الدائم لسيطرة
هذه الفئة المعادية للشعب والمعادية للعرب : الحلقة الأولى هي التبعية الاقتصادية والسياسية
للامبريالية , والتانية هى الطائفية السياسية ؛ وكلاهما متد اخلتان في اطار التركيبة التى أرادها
المستعمرون القدامى والجدد , للنظام اللبناني « الفريد » . ١
وفي المقابل ٠ يمكن القول بأن البورجوازية اللبنانية الكومبرادورية لم تفهم ( أو هذا مأ
أظهرته في دعايتها ونشاطها الايديولوجي ) المعاني الدقيقية للتحالف الوطني الشعبي الذي
حمل الاق" الاسلامية » في مواجهة المؤامرة على الشعبين الفلسطيني واللبناني . انها لم
( أولم ترد أن تفهم ) كيف ولاذا حصل هذا التمايز بين « يمين ويسار » , اذا صح
التعبير . انطلاقا من الوتة من القضية الفلسطينية بشكل أساسي . ولم تفهم ؛ بالتالي » كيف
دخلت قضية الجماهير الفلسطينية كموضوع صراع اجتماعي وسياسي » أو بالاحرى كجزء
من الصراعات القائمة أصلاً في المجتمع اللبناني منذ ما قبل 1 نيسان 1155 . ونضيف الى
ذلك حقيقة أخرى حاولت ان تغمض عنها عينيها : وهي أن القوى الشعبية والسياسية والحزبية
التي دعمت المقاومة الفلسطينية وقدمت ألوف الشهداء في هذا السبيل ٠ أصبح لها قضية لبنانية
يتوقف على حلها مصير البلاد كلها وليس فقط مصير العلاقة بين الاطراف أوبينها ويين السلطة .
3 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 102
- تاريخ
- مايو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22747 (3 views)