شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 39)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 39)
- المحتوى
-
٠ حقوق الانسان » في الوقت نفسه الذي تتطلب فيه المصالح الاميركية التعامل مع الانظمة
القمعية . وقد قدم كارتر عدة مساعدات لترسيخ قوة بعض الانظمة التي انتهكت ,
الانسان » ٠ مثل نظام سوموزا في نيكاراغوا , ونظام الشاه في ايران , ونظام مويوتو ف زاك
وفي عدة أحيان من خلال مساعدات صندوق النقد الدولي .
وجاءت ثورة أيران صدمة لصانعي القرار في الولايات المتحدة » ووضعت ,مبداً نيكسون
موضع الشك ٠ وثبتت فشل دبلوماسية مرحلة ما بعد الحرب الفيتنامية . ومعالجة كارتر
المتذبذبة لاحداث ايراإن لم ترض أية جهة , تقدمية أو محافظة » في المجتمع الاميركي ٠ ووقع
كارتر ضحية للتناقض الموجود بين سياسة « عدم التدخل » وطموح الولايات المتحدة الى البقاء
القوة المهيمنة على العالم اقتصاديا وعسكزيا .
وعندما وصل هذا التناقض الى ذروته » كان هناك حلان محتملان : إما اعادة النظر في
الاهداف الاميركية ( وهذا يعني تقلص القوة الاميركية واتباع سياسة انعزالية ) واما اعادة
النظر في الاسلوب ( وهذا يعني الرجوع الى مرحلة الاستعداد التام'للتدخل العسكري ) في
المناطق التي تهدد فيها مصالح الولايات المتحدة ('") ؛ مما يعني انتهاء مرحلة الامتناع عن
استعمال القوة التي يعرفها بعض المؤرخين بمرحلة « العهد الجديد الجديد » ( 5168 86]”
و8 بو[ )كا
وكان من المستحيل أن تفكر المؤسسة الحاكمة في الولايات المتحدة بحل هذا التناقض من
خلال إعادة النظر في اهدافها التوسعية واتباع سياسة انعزالية , وذلك يسبب اعتماد اقتضادها
على الثروات الموجودة في بلدان العالم الثالث , مما أدى بها الى البحث عن الحل من خلال إعادة
النظر في الإسلوب .
وهناك عدة مؤشرات تبين ان المؤْسسة الحاكمة في الولايات المتحدة عملت , في الفترة
الاخيرة بشكل خاص ٠ على ازالة العوائق من أمام قدرة الولايات المتحدة على التدخل العسكري
في العالم الثالث , والتخلص نهائياً من « عقدة فيتنام » , وذلك بعد أن فشلت في محاولاتها
للقضاء على التناقض الذي كان يواجهها من خلال المشاريع الاقتصادية .
وفي عملية القضاء على العوائق أمام إمكانية الولايات المتحدة على التدخل العسكري ,
تحول دور كارتر نفسه من « مبشر عالمي » كأن يرفع راية حقوق الإنسان الى دور « الشرطي »
أو « المراقب على الامن الجيوسياسي » 9" .
ومع تحول كارتر هذا ٠ يمكن ملاحظة بروز إجماع جديد داخل المؤسسة الحاكمة حول
ضرورة عرض العضلات الاميركية في العالم , يعكس نفسه بالتالي على ما تسميه وسائل الإعلام
الاميركية بالرأي العام أوالمزا ج الوطني الذي أصبح أكثر محافظة وتصلبا في مطالبته باستخدام
القوة العسكرية الاميركية لحل أزمة الرهائن في إيران » ولمواجهة قوة الاتحاد السوفياتي
العسكرية .
ومن الصعب تفسير هذا التحول دون البحث في الحوار الذي كان دائراً داخل المؤسسة
الاميركية الحاكمة منذ هزيمتها في فيتنام » بين تيارات مختلفة ؛ في محاولة للبحث عن الحل
ا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 102
- تاريخ
- مايو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22747 (3 views)