شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 40)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 40)
المحتوى
الافضل لازمة « القوة » الاميركية .
وسنحاول فيما يلي توضيح الخلاف الذي كان قائما بين تيارين اساسيين في السياسة
الاميركية » والمحاولات المختلفة التي قامت بها المؤسسة الحاكمة للقضاء على عقدة فيتنام »
إبتداء بالمشاريع الاقتصادية ‎٠‏ وترشيح كارتر للركاسة ثم بتجاهله معظم وعوده الانتخابية
( خفض ميزانية الدفاع » خفض حجم مبيعات الاسلحة , ألخ .. ) وانتهاء بالإجراءات التي
اعلن عن اتخاذها في خطابه عن « حال الاتحاد »'أمام الكوتقرس الاميركي بتاريخ
‎١. 284‏ تلك الاجراءات التي يعرقها البعض ب « مبدأ كارتر » 59) .
؟ - تياران في السياشة الاميركية
مثلما يمر تاريخ الولايات المتحدة بفترات يشتد فيها العمل الحعسكري وأخرى تشتد فيها
فعالية دبلوماسية الدولار » وتستغني خلالها الولايات المتحدة عن استخدام القوة العسكرية ,
يستمر النقاش والصراع بين التيار الموالي لمنطق استخدام القوة العسكرية والتيار الموالي لمنطق
دبلوماسية الدولار طوال كل الفترات ‎٠‏ داخل" الادارة الحاكمة وخارجها .
ويعرف بعض المحللين التيار الذي يركز على أولوية العمل العسكري بالتيار« البروسي »
الذي سنعرفه فيما يلي بالتيار « العسكري » والتيار الذي يركز على أولوية العمل في المجال
الاقتصادي بالتيار « التجاري » 54) .
ويتمثل التيار الذي يركز على ضرورة استخدام القوة العسكرية بالإضافة الى القوة
الاقتصادية ‏ في الموؤسسة العسكرية وشركات الاسلحة ( المركب العسكري الصناعي ) ذات
المصلحة الواضحة في التنشيط المستمر للآلة العسكرية الاميركية . أما التيار الذي يحاول أن
يعيد الهيمنة الاميركية على العالم بدون استعمال القوة العسكرية , اذا اتيح له ذلك » فيتمثل
أساسا في الشركات المتعددة الجنسية وقطاع البنوك وما يسمى بال رأسمال المالي . ويهدف التيار
« التجاري » الى احتواء عدة مناطق من العالم من خلال لعبه دورا اداريا على الصعيد العالمي
لتوسيع علاقاته مع العالم الثالث , بغض النظر عن الخلافات الايديولوجية مع بعض البلدان .
أما التيار العسكري , فيشدد على اتساع اسلوب العنف في العالم » ويطالب الولايات المتحدة
باستعمال القوة العسكرية وعرض عضلاتها لتمتع دول العالم الثالث من التسبب في اختلال
ميزان القوى الاقتصادي في العالم (9) .
ولكن للتيارين عدة مصالح مشتركة ومتشابكة , مما يجعل التمييز بينهما صعبا في بعض
الفترات التاريخية » ويتعايش التياران ويتكاملان في معظم الفترات » ومن الصعب أن تصضبح
الحهما متناقضة لدرجة لا تسمح لهما بالتعايش .
ومن الواضح ان فترة الإمتناع عن استخدام القوة العسكرية التي فرضتها الهزيمة
الفيتنامية على الولايات المتحدة كانت مؤهلة لان تصبح فترة صالحة لتطوير مشاريع التيار
التجاري ,٠لانها‏ فتحت أمامه المجال لحل أزمة الولايات المتحدة الاقتصادية من خلال مشاريعه
الاقتصادية . وهذا ما حدث فعلا في أوائل .السبعيتات ومنتسفها كما سنبين فيما يلي .
58
تاريخ
مايو ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22747 (3 views)