شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 78)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 78)
- المحتوى
-
انعكاس الصراع الداخلي على تذفين السياسة الاقتصادية
استعرضنا حتى الان أهم الاسس التي تقؤم عليها سياسة اسرائيل الاقتصادية في
الوقت الحاضر , كما خططها وياشر تنفيذها وزير المالية هوروفيتس ٠ وتطرقنا كذلك الى اهم
النتائج المتوخاة منها على صعيد تحسين الوضع الاقتصادي في اسرائيل » او على الاقل تخفيض
حدة مشاكله . الا أن ثمة اسئلة كثيرة يمكن طرحها خول مدى فاعلية هذه السياسة وامكانية
تأثيرها ف الوضع سلباً أو ايجاباً » في ظل الصراع السياسي الداخلي القائم هنالك حالياً » سواء
داخل الائتلاف الحكومى او بين الحكومة والمعارضة . ونتيجة لهذا الصراع »٠ بدأت بعض
الاوساط الحزبية القوية في اسرائيل تتحدث صراحة حول امكانية تقديم موعد الانتخابات
ما يهمنا هنا هو التأثير الاقتصادي والاجتماعي لهذا الصراع ؛. خصوصاً وان الاوساط
التي تخوضه تملك القوة والنفوذ » للتأثير والتحكم في مجرى التطورات الداخلية . وطالما ان هذه
الاوساط المعارضة ليست لها مصلحة في تحسين مواقع الحكومة ؛ فانها لن تساعد او تساهم في
الخطوات التي من شأنها تعزيز هذه المواقع , واولها نجاح السياسة الاقتصادية . فنجاح هذه
السياسة يتطلب تعاوناً من جانب مختلف الاوساط., ومن ثم استعداداً لتحمل نتائجها التي
ستمس حتماً - في حال تطبيقها بالمنافع المادية والاجتماعية التي توفرت لها خلال الفترات
السابقة . خصوصاً فترة التضخم السريع . واهم هذه الاوساط ؛ كما ذكرنا سابقاً » هي
الهستدروت ٠ التي تخوض الصراع ضد سياسة الحكومة بشقيه الاجتماعي والاقتصادي ,
بصفتها اكبر ممثل للمعارضة واهم منبر يمكن.العمل بواسطته . وتركز الهستدروت صراعها
الآن ضد الحكومة في مسألة اجور العاملين وتعويضهم الكامل مقابل كل غلاء » وهذا يعني دفع
علاوات غلاء معيشة متواصلة , بحيث لاتصاب اجور العمال بالتخلف وراء معدلات الغلاء . وقد
استطاعت قيادة الهستدروت تحقيق مكاسب هامة في مجال الاجور خلال الفترة السابقة ,
بواسطة تبنيها مطالب مختلف الفئات العمالية من معلمين وطيارين وغيرهم ؛ الذين استطاعوا
بواسطة الاضرابات المتلاحقة , تحقيق معظم مطاليبهم حول رفع مستوى اجورهم وزيادة المنافع
التي يحصلونٍ عليها في اطار الوظيفة . وبالطبع فان زيادة الاجور والمنافع المادية للعاملين »
تتعارض ومبدأ التوفير في النفقات العامة , الذي يتبناه هوروفيتس في سياسته , كذلك يتناف
ومبدأ خفض مستوى المعيشة أو تجميده .
ويتهم وزير المالية هوروفيتس قيادة الهستدروت بأن الصراع الذي تخوضه ضده ليس
سوى صراع سياسي » مضيفاً ٠ انه اذا كان القصد اسقاط الحكومة ٠ فأنها سترد على الخرب
بالمثل » )١9( . الا أنه يبذى., رغم تهديد هوروفيتس هذا » “ان امكانات انتصار الحكومة في
معركتها ضد الهستدبروت وحسم غلاقات العمل لصالحها ؛ تبقى ضئيلة جداً ؛ طالما ان العمال
هم الواجهة.التى تنعكس عليها آثار السياشة التقشفية سواء كانت تتمثل هذه في الغاء الدعم على
المواد الغذائية الاساسية , او خفض النفقات العامة وما يتبعها.من تقليص في الخدمات
الاجتماعية , ويطالة' في مختلف الفروع . ويبدو.ان تعزيز مواقع الحكومة في مواجهة.المطالب
العمالية المتزايدة » التي تتبناها الهستدروت » لن يحدث قبل حسم المواجهة مع الطبقة
ك0 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 102
- تاريخ
- مايو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22748 (3 views)