شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 108)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 108)
- المحتوى
-
ان هذه المشابهة من الواقع . النسيج الروائي للراهن الاجتماعي والواقع الانساني »
أى للنسيج الانساني . هي الامتلاك المعرفي . أما الصوغ الادبي , بما فيه من رموز
واستعارات ونسيج وعلاقات شخصيات وطرائق سرد ويناء روائي » فهو الامتلاك الجمالي
للمعرقة التي هي الراهن الاجتماعي » أو موضوع الجمال . ان الرواية كجنس ادبي ,
وكأساوب كتابة , تصبح , ضمن هذا الفهم . امتلاكا جماليا للوضع الاجتماعي في مستوى
أولهى « امتلاك الراهن » , كما تصبح , فيمستوى ثان , امتلاكا جماليا » اومظهرا جماليا
للواقع الانساني الشامل . الروأية تصبح المجتمع والعالم مكثفا , ويصبح الوجود الاكبر كونا
مصغرا مما تقدم الذرة نموذجا مصغرا للوجود ككل .
ب - امتلاك الواقع :
امتلاك الراهن في الرواية هو تقديم الحركة الاجتماعية روائيا . فالرواية مجتمع مصغر
أو مقطع من مجتمع ؛ انها , تحديدا , شبكة من العلاقات وتتالي الاحداث الروائية . لكن كما
للراهن الاجتماعي < أي للحالة الاجتماعية جوهره ودلالته وسياقه في الحركة الاجتماعية
العامة . كذلك للرواية » وللراهن فيها , دلالتهما وجوهرهما وسياقهما في مقهوم الروائي
ورؤيته ككل . ان اشخاصا مختلفين قد يقدمون استنتاجات مختلفة بناء على ظاهرة واحدة ,
وكذلك الرواية , كشبكة علاقات مشابهة لشبكة العلاقات الاجتماعية ؛ تقدم امكانيات تفسير
مختلفة لشبكة علاقاتها وشخصياتها . لكن في حالة الرواية , كعمل فني يتدخل فيه الخيال
والقصد حتما , هناك شرط اساسي آخر هو أن تكون الرواية « صادقة »«واطلاق صفة الصدق
هنا ليس اخلاقي القصد . بل موضوعي الدلالة , انه يعني الدقة والتناسق ؛ بل والمتانة في
شبك العلاقات ؛ .انه يعني النمذجة الدقيقة للحالات والشخصيات . فالحركة:الاجتماعية
معطى مباشر وعياني وموثق بالتاريخ ؛ أي انها غير خاضعة للكنب , وان كانت خاضعة لهوى
التفسير . أما الرواية ٠ قهي بناء اكثر تعقيد! ؛ انها بناء مركب يشيد فوق الواقع واقعا آخر
ينمذجه , انها الواقع الحقيقي مكثفا ومضافا اليه الفن , الجمال محتويا تفسير كاتب
الرواية للواقع . هذا التفسير الذي يقدم في الرواية لا بجملة او مشهد روائي , بل يأتي عبر
نوعية شبكة الحوادث والعلاقات ودلالة مثل هذه النسيج العام . ان هدف العمل الفني ينبثق
من العمل الفني نفسه , والتصوير الصادق للعلاقات الاجتماعية في الرواية هو الذي يشير الى
الهدف الذي تتضمنه الرواية » بل هو اياه ؛ لان التصوير الصادق للحركة الاجتماعية هو رؤية
للحركة الانسانية في اتجاه حركتها , هو امتلاك معرفي للواقع . والامتلاك المعرفي للواقع هو
المستوى الأعمق والأشمل لامتلاك الراهن , انه جوهر الراهن ودلالته وتفسيره ,
تنسج الرواية بناء ذهنيا متمثلا لراهن اجتماعي . وهي لذلك اكثر تعقيدا من الواقع
الاجتماعي ؛ لانها حضيلته وتكثيفه وتفسيره من وجهة نظر مغرضة . فقي الادب عموما ,
والرواية منه » مجال كبير للكذب ٠ لا بمعناه الاخلاقي » بل الكذب بمعنى سؤ القصد والتفسير
المتأتيين عن اسباب قد تكون ذاتية كضعف موهبة الكاتب ومعرفته : وقد تكون موضوعية ,
كالصاحة الطبقية . اما عندما يكون الكاتب امينا في تصوير الواقع الاجتماعي , أي دقيقا في
وصفه وفي نقل شبكة العلاقات الاجتماعية بتعقيدها الى الرواية , ونمذجتها في شبكة علاقات
روائية كما في الثلاثية أو الأب غوريو مثلا , فانه ( الروائي ) يقدم في هذه الحالة , لا لنفسه
0 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 102
- تاريخ
- مايو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 4935 (6 views)