شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 115)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 115)
- المحتوى
-
« لكنذا لم نعد نقبل الامور كما نراها , هذا ما قاله عدنان لبرايان اثناء احدى جولاتنا في
5 السوق » فان عدنان يريد برايان فلنت ان يتعرف الى بغداد من الداخل . لا مدينتك الخيالية التي
1 تغص بالشيوخ والحريم بل المدينة الحقيقية ٠ الفقيرة , المليئة بالناس الذين يجوعون ويحيون
ويكرهون ويقتلون , انت تعرف ما عانيناه خلال قرون . قرن هذا هو مفهومنا لأصغر وحدات
| الزمن ٠ كافحنا خلال سبعمائة سنة ارضا غير مُعطاء . نعم عندنا نهران عظيمان , ولكن
: شبكات الري حطمتها الموجات المتعاقبة من الغزاة جتى انهكت ارضنا , وتعلم شعبنا ان يقبل
: عبودية لا نهاية لها . جاءنا حكام من الخارج مع حشودهم » واكتسحوا البلد . جلبوا معهم
| خيرا قليلا وحيوية اقل » وفي النهاية اوشكت حتى المفاخر التاريخية ان تمحى ؛ وتقلصت مدينةً
ا العباسيين حتى اضحت مكانا قميئا تخنقه من كل انحائه الاجمات التي لا تؤوي سوى الافاعي
واللصوص » ( ص لاساالا).
: وجميل فران يقول عن عدنان الذي يقول الكلام السابق : « انه يمثل خمسين مليونا من
؛ العرب » (ص ١618-- ) وهى عدد العرب وقت احداث الرواية .
انه جيل جديد يريد حياة جديدة . وثمة تحرك اجتماعي جديد » فكيف حصل هذا التحرك
1 وكيف تمثل في الرواية بحركة الشخصيات والاحداث ٠ بحركة المعسكرين المتقابلين المتداخلين
في نسيج الرواية » ويعبارة ثانية ؛ ما هو الاصل والاساس الاجتماعي والموضوعي الذي
صدرت عنه الرواية فكانت احد وجوهه واحد تعبيراته » وكانت جوهره ؛.اي جوهر الاساس
الاجتماعي ؟
في الرواية يحدد الخلاف بين المعسكرين وكأنه ه صراع بين الشرق والغرب ٠ بين عقلية
شرقية تقليدية متخلفة وعقلية غربية جديدة متقدمة ٠ أى بين نمطي حياة ؛ المعسكر الاول يتهم
الثاني بأنه يريد جلب قيم الغرب ونمط حياته لتحطيم الشرق » والمعسكر الثاني يرى فساد
الحياة الشرقية ويريد تغييرها » وعبر هذه الناحية تقارب الرواية مشكلة من اهم مشكلات
الحياة العربية الجديدة ومن اهم مشكلات الادب العربي الحديث , وهي مشكلة لقاء الشرق
بالغرب ؛ لقاء نمط الانتاج ما قبل الرأسمالي بنمط الانتاج الرأسمالي , او بالغرب الاميريال »
لكن نمط الشخصيات وموقعها الاجتماعي ضمن الرواية والمرحلة التاريخية التي صدرت
فيها وعنها هذه الرواية تجعل اجابتها اجابة الرواية محصورة بالحدود الواردة مسيقا ,
وهي حدود الخمسينات ومرحلة صعود البرجوازية الصغيرة وسيطرتها قيما بعد .
ان « صراع » الشرق والغرب يتمظهر في هذه الرواية كصراع بين قيم وتفكير المعسكرين
السابقين ٠» بين قيم القديم وعقليته ونمط حياته » وبين قيم الجديد وتفكيره وعقليته ونمط
حياته . والذي يجمل الجديد أو « الغرب » هو البرجوازية المتعلمة التي تعود بأصولها سواء
للاقطاع نفسه او لفئات من الفلاحين والبرجوازية المدينية التي تكونت آنذاك , لكن ؛ وعلى
الرغم من ان الموضوع يبدى د صراعا » وهو في المجتمع العربي صراع حقيقي ولكن ليس في.
الحدود التي.تعينها الرواية فان الحقيقة هي.ان شخصيات الرواية متمائلة جوهريا بحيث
ينتفي الصراع وفكرته ؛ فتطرف « توفيق خلف » الرجعي هو البعد الآخر لتطرف «١ عدنان »
السوريالي التدميري , و م عدنان » نفسه « ابن اخ » ٠ عماد النفوي » , والشخصيات
تال - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 102
- تاريخ
- مايو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 4154 (7 views)