شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 116)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 116)
- المحتوى
-
متماتلة فيووضعها المادي وثقافتها . ان كل ذلك يبعد الزواية عن الدرامية والصراع , ولا صراع
بلا صدام بين مصائر وجيوات ؛ لذا يبدو الصراع في الرواية باهتا ؛ وبرودة الصراع في الرواية
ماهي الا انعكاس لبرودة الصراع بين هذين المعسكرين في الرواية والمجتمع معا . فالحقيقة ان
البرجوازية كانت وليدة الاقطاع في علاقته بالامبريالية بعد غزوها , ولم تنم البرجوازية في بلادنا
في مواجهة الاقطاع بل كانت حفيدته ؛ تماما مثلما « عدنان طالب »و « توفيق خلف » حفيدا
اسرة اقطاعية على الرغم من مظهرهما المتمرد . لم يحصل صراع في المجتمع بين هاتين الطبقتين
ليكون مهدا للصراع الروائي ومولدا له ولهذا قان ما يبدو عيبا فنيا في الرواية عدم وجود
الصراع انما هو انعكاس للواقع الموضوعي ,٠ ان هذا منح الرواية كذلك تناسقها العام ؛ ذلك
انها تعبر عن مجموعة غير منقسمة في جوهرها . من هنا كذلك أتى الزمن الروائي خطيا متطورا
نحو الامام » ومن هنا كذلك نقول ان « صراع » « عدنان طالب » مع عمه « عماد النقوي »
كان صراعا بالكلمات وليس بالفعل . والطريف ان عدنان يقتل عمه في الرواية بالكلمات ٠ وذلك
رمز كبير الدلالة وان لم يتقصده المؤلف . ان عدنان ٠ ويعد ان يخرج من السجن ويحاول
الانتحار مع احد اصدقائه في النهر بطريقة تكاد تكون ساخرة , يأتي الى بيت عمه المريض
بالقلب آخر الليل ويخاطبه هكذا : « قلت بعد ان وقفت واخذت اقترب منه : « كنت مريضا
طوال حياتك » وانحنيت فوق وجهه المصعوق : « لكنك لم تكن ضعيفا قط , كنت اقوى مما
يجب على الرغم من مرضك . انت النصف الآخر من حياتي الذي صارعته دائما . انت الشى ,
القوة التي تقول دائما لا » الطين , القذارة , روث الدهور المحفوظ في ثياب حريرية خلف جدران
لاتقتحم , وسط الاوراد المريضة . انت الظلام والمرض ٠؛ انت البلاء واللعنة في حياتنا » ( ص
50559 ).
ان مبارزة الكلمات هذه تنتهي بموت العم الاقطاعي على يد أبن اخيه الذي يعيش من
ايجارات املاكه , اي دون عمل انتاجي . ويكون تسويغ المؤلف لحادثة الموت الفجائي بطلقات
الكلمات هذه ؛ ان العم مريض بالقلب ٠ قد يكون هذا الرمز( مرض القلب ) قوي الدلالة عندما
يستخدم كدلالة على عجز الاقطاع , لكنه حتما سيبدو ضعيف الدلالة وهشا في الاستعمال عندما
يستخدم كذريعة لموت العم الاقطاعي بعد « بهدلة »من ابن اخ متمرد . لكن العم يموت » ويقول
« عدنان » بعد موت عمه « موت عمي حادث هام » انه نهاية عهد بأكمله » ( ص 2555 ) .
ويقول « جميل فران » عن هذا العم:٠ لعله لم ينته تماما ٠ لكنني اعرف أن هناك حياة جديدة
تتفجر , كما لوان الصحراء تتحول فجأة الى جنينة » خضراء بالعشب حمراء بالزهور » ( ص
5051 )0
يموت العم فتغلق دائرة » ويفتح أفق جديد , وينتظر « جميل فران » انصرام عام الحداد
ليتزوج بسلافة ابتته » فالمسألة باتت مسالة زمن , ووقت القضاء على الاقطاع وتخليص
المجتمع وسلافة منه بات قريبا وتنتهي الرواية فكذ! :« خلال الاشهر الطويلة التي تلت تلت
موت النفوي ويينما كنا ننتظر , وبينما امثال عدنان وحسين وتوفيق يقذفون بأنفسهم على
فوف من السيوف السياسية والاجتماعية : كانت الحدات والغريان تطير اسرابا ناعقة قوق
غياض النخيل التي :تعمس أرضا تتجدد ببطء يوما بعد يوم » ((ض 35١15 ) .
ها هو الراهن في الرواية يتغير كرمز او كانعكاس لتغيّر الراهن في المجتمع , لكن كيف
11 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 102
- تاريخ
- مايو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 4154 (7 views)