شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 120)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 120)
- المحتوى
-
وسترافنسكي وموسيقى الكترونية حديثة » ( ص 85 ) . ومع كل ذلك هل كان وديع عساف
بعيدا عن النضال الفلسطيني ؟ ٠
يروى وديع عساف احدى مغامراته الحربية زمن الشباب مع صديقه فايز ضد الصهيونيين .
لقد اشتريا رشاشا وقنابل يدوية وهاجما مصفحة صهيونية » وبعد أن دمراها يقتل فايز فيعود
وديع الى المصفحة المدمرة ليجد اريعة من الصهيونيين يقتلهم ثرا لصديقه .
مع من كان الصديقان يحاريان ؟ لا نعرف وريما كانا يقاتلان لحسابهما الشخصي او
أنها مغامرة والا فما هي علاقة «.نضالهما » بالنضال العام ؟ لقد قدمت هذه الحادثة في
الرواية وكأنها مغامرة شخصية لصديقين » ويعدها يصبح وديع تاجرا كبيرا » يفكر بفلسطين
والقدس مثلما يفكر أي تاجر مهاجر ببناء فيلا في مسقط رأسه ليرتاح فيها من تعب حساباته ,
وربما من المفيد عند هذه النقطة ان تقارن بين شخصيات « غسان كنفاني » الفلسطينية , تلك
التي تموت في قيظ الصحراء وهي هارية الى الكويت تبحث عن عمل , وبين فلسطيني « جبزا
ابراهيم جبرا , , التاجر الناجح في الكويت اياها والذي لا تعني له فلسطين هما معاشيا
وحياتيا وفقدانا للعمل ؛ بل مجرد ذكرى طقولة وشباب مضى ٠ وحنين الى جذور قديمة في مسقط
الرأس ان فلسطين لدى وديع عساف هي ماض شخصي ٠ بينما هي لدى شخصيات « غسان
كنقاني » الهارية الى الكويت حرمان من حق الحياة والعمل معا .
وديع عساف يتذكر مغامرة شبابه الحربية تلك وهو في رحلته على ظهر السفينة السياحية
التي تتجول في المتوسط ؛ وبعد انتهائه من سرد ذكرياته تلك يقدم لنا الكاتب مباشرة المشهد
التالي :
« اقيمت حفلة الرقص . كانت جاكلين بين ذراعي: في خفة الريح رغم ازدحام القاعة ؛.
وعندما اشتدت الموسيقى الحاحا ووحشية » ارتمت على صدري كأنها تبغي ان تندس بين
عظامي ؛ ذكرت فايز . ذكرت الصخور . ذكرت الموت والميلاد وفمي يمسد شعرها القصير »
ويتحسس اذنها الصغيرة . واذا هي تسحب اذنها عن شلفتي وتهمس ضاحكة : « اوه ؛ انك
تثيرني . هل حقا تفكر بي ؟ » (ص ©7) .
في أي عمل روائي او سينمائي يشكل تتالي مشهدين مونتاجا , هذا المونتاج الذي هو وضع
مشهد بعد مشهد“ يودي الى تصور جديد من تركيب المشهدين . فما الذي يمكن استخلاصه من
تتالي مشهدى : الماضي المقاتل » والحاضر الراقص ؟ مع ملاحظة المنحى العام للشخصية التى
يتركب المشهد العام من ماضيها , وحاضرها . ان فلسطين في وعي وديع عسافهي ذاكرة
مضت ؛ انه يتذكرها كشباب اإنقضى » وهى تعيش في نفسه كحنين لا كقضية ؛ فقضيته تتحدد
بنمطحياته الحاضر , ويهذا فان حديث وديع عساف عن الارتباط بالارض ليس اكثر من حديث
بلاغني عاطفي , ثقافي . يخاطب وديع عساف عصام السلمان المسافر الى لندن قائلا : « نعم في
بغداد . حريتك لن توجد الافيها. . انها لن توجد في ال « هناك » الضبابي ٠ الوهمي ٠ المفرى »
في اورويا اوغيرها . هناك التلاشي في التفاهة. .هناك الهزيمة الحقيقة , اتعلمين ياالمى أن عصام .
ادعى انه كان هاريا منك ؟ اما انا فأقول انه كان هاريا من مذينته » من أرضه , وحريته لن تكون
الا في مدينته , في ارضه ٠ اتسمع يا عصام ؟ في ازقة بلدك في بساتينه . في صحاريه » ( ص
)0 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 102
- تاريخ
- مايو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 4935 (6 views)