شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 141)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 141)
المحتوى
الحدث الذي يعتمده » متحاشيا بتعسف ‎٠‏ بل متهريا
من الاكثار في التفسير بربط الحدث الآني الاقليمي
بابعاده الاجتماعية ‏ الاقتصادية التاريخية . هذه
الاستعارة وهذا الاسلوب في رواية التاريخ شائعان
ان الذاكرة ‎٠‏ ولكنهما غير كافيين بالتأكيد
لانهما لا يغنيان العقل في تفسير التاريخ وفهمه .
وما دام المستقبل ليس صفحة مفتوحة او قدرا
محتما » بل هى احتمالات واختيارات نضعها نتيجة
وعينا اياها » فإن كتاب الشعيبي هذا ' ليس تأريخا
لاحدى مسائل مرحلة مضت بوصفها أحد أشد
مراحل النضال الفلسطيني ‎٠‏ بل هو محاولة طموحة
لتكون دليل مرحلة آتية ترتسم ملامحها في الافق
الفلسطيني المنظور , الذي لا بد من أن تتعايش فيه
جميع وجهات النظر المخلصة للاهداف الاستراتبجية
للنضال الفلسطيني المستمر .
اذن ‎٠‏ اهمية هذه المحاولة التي تريد لنفسها .أن
تضع بعضا من النقاط على بعض حروف النضال
الفلسطيني المعاصر ‎٠‏ تنبع من كونها أول محاولة
شجاعة على طرق ياب موضوع كبير . ومن كونها
محاولة تثير من القضايا والمشاكل اكثر مما تقدم من
إجابات قطعية . والكتاب الذي بين ايدينا قادر على
طرح نقاش واسع من أجل وضع تصور عام من حول
هذا الموضوع , وكشف القانون الذي حكم مساره
منذ مدة طويلة » والذي سيحكم مساره القادم .
كتاب الشعبي يدخل في صاب هذا الطموج » قد تأخذ
منه وقد ترد » ولكن ذلك لا يلغي كونه محاولة جادة
ومفيدة للسباحة في بحر الحقيقية . فكل المراكب
مقيد هذا البحر بعيداً عن دوافع الشهرة كما يفعل
بعض الشكلانيين . من ‎٠‏ الكتاب ‎٠‏ الفلسطيتيين
الذي ارتجلتهم الظروف , فملاوا الارفف كتبا
وكراريس على طريقة التفريخ الارنبي الشائع .
ماذا يقول الكتاب ؟
والان » وقبل ان نناقش محتوى الكتاب ونبدي
ملاحظاتنا عليه . نرى ان نقدم موجزا له . فماذا
يحتوي هذا الكتاب في صفحاته ال ‎"٠7١‏ الموزعة على
مقدمة ومدخل وفصول خمسة وعدد من الملاحق
الهامة ؟.
على الرقم من ان بحث موضوع ‎٠‏ الوعي
الذاتي» وغيره من أشكال الوعي الاجتماعي, يفترض
تحليلا شاملا لهذا الوعي في مستوبيه المعرق
والسوسيولوجي من خلال تفسير حوامل هذا النوع
من الوعي ومحتوياته ودوره في الحياة الاجتماعية
ومراعاة القوانين العامة والخاصة التي تحكم عملية
التأثير المتبادل بين التشكيلات الاقتصادية ‏
الاجتماعية والوعي الاجتماعي في مرحلة تاريذية
نة معين , فان الشعيبي يدخل رأساً الى
موضوعة البحث في الفصل الاول من كتابه والتي تدور
حول :التجريةالكيانية المهيضة , فيشير الموّلف الى
ان العروية ببعديها الجغرافي والايديولوجي كانت
تعويضا كبيرا للفلسطينيين بعد أن خسروا وحدهم
من دون حركات التحرر العربية معركتهم الاستقلالية
وبناء كيانهم الوطني . فلم يجدوا غضاضة في اللجوء
الى العروية والانخراط في صفوف مؤسسناتها
السياسية والاقتصادية والاجتماعية ‎٠‏ فتوزعوا ,
بعد اقتلاعهم من وطنهم فلسطين عام 1944 , على
كافة الولاءات القوفية عبر مختلف الاحزاب
والمنظمات والاتجاهات القومية المعروفة . وعبر
مساهماتهم المختلفة في معارك توطيد استقلال ويناء
بعض الكيانات العربية المختلفة , والمشاركة البارزة
في تنمية وتطوير البنى الاجتماعية والاقتصادية
للبعض الآخر
بالاضافة الى عمق الاتجاهات العروبية التى شدت
الفلسطينيين بعد التشريد مباشرة الى اشقائهم في
حركة التحرر الوطني العربية » شهدت تلك الفترة
محاولتين متزامنتين ومتضادتين لتقرير المستقبل
الكياني للشعب الفلسطيني ؛ تركتا أثرا متفاوتا »
ولكنه واضح . على هذا المستقبل , لارتباطهما
بمجمل التطورات والاحداث السياسية والعسكرية
التي انتهت بكارثة ضياع جزء من فلسطين وتشريد
سكانه . وفي محاولة من المؤلف لاعادة قراءة النشأة
الكيائية وتطوراتها اللاحقة في ميدانيها الفلسطيني
والعربي , نراه يحاول وضع كل من هاتين المحاولتين
في المجرى الاساسي لمجمل التطورات التي عبرت بها
تلك المرحلة. ولذلك نجده يؤُكد أن قرار الامم
المتحدة الذي اصدرته في التاسع والعشرين من
تشرين الثاني عام 1941 بشأن تقسيم فلسطين ,
كان بمثابة إقرار دولي بحق الشعب الفلسطيني باقامة
دولة مستقلة يغض النظر عن الغبن الذي تضمنته
تلك الوثيقة الدولية التي يعتبرها فاتحة كبرى لكل
التطورات الفلسطيذية اللاحقة , ومنها بالطبع
التطورات الكيانية .
الطريلن
تاريخ
مايو ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7175 (4 views)