شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 181)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 181)
- المحتوى
-
لتحقيقه من خلال اللعب بورقة سعد حداد ,
واظهارها الامتمام بحماية مسيحيي الجنوب وكل
لبنان » على حد قول بيغن رئيس الوزراء الاسرائيلي في
احد تصريحاته المعتادة . وغلى صعيد آخر » واصل
الطيران الاسرائيلي تحليقه فوق الجذوب وبيروت
والبقاع والجبل . فمن وجهة نظر عسكرية , تدخل
هذه التحليقات الجوية الماخفضة والمرتفعة في اطار
عمليات الاستطلاع والتصوير الجوي الذي تقوم به
طائرات الاستطلاع الاسرائيلية من وقت لاخر ,
لتابعة ومراقبة واستطلاع ما يجري خلف الحدود ٠
وتصوير بعض الاهداف التي تطالب القيادة واجهزة
الاستخبارات العسكرية في سلاح الجى او الجيش او
البحرية تصويرها عندما يتطلب الموقف العسكري
ذلك ١ وهذا يشمل بدرجة اساسية القوات السورية
وقوات الثورة الفلسطينية : قياداتها ؛ تحركاتها ؛
مرايض مدفعيتها ودباباتها وصواريخها ا موجهة »
الخ ..
وفي بيروت صرح ناطق باسم الامم المتحدة ان
قذاكف قوات حداد سقطت في تبنين» واستهدقت مقر
القوات الايرلندية . واضاف ان الام المتحدة تقدمت
باحتجاج شديد اللهجة للرائد حداد ( المصدر
نفسه ) . وفيما كانت وكالات الانباء تواصل نقلها
الاخبار عن التطورات الجارية في الجذنوب ٠ بسبب
الموقف المتدهور الذي برز في اعقاب تصعيد الموقف
اسرائيل والميليشيات نتيجة للقصف
المدفعي واسع النطاق الذي استهدف مدن صور
وصيدا والنبطية والمناطق المحيطة يها : فقد هددت
اذاعة , صوت الامل » الناطقة باسم الميليشيات»
بقصف بيروت بالمدفعية بعيدة المدى ٠ بقولها ٠: ان
الولايات المتحدة الاميركية ستزود « لبنان الحر »
بأسلحة ثقيلة وبعيدة المدى من عيار 5١5 ملم » .
واضافت : ٠ ان قسماً من هذه الاسلحة وصل الى
ميناء حيفا وهو في طريقه الينا , وبهذه المدفعية اصبح
بالامكان قصف مدينة بيروت » ( + السفير»
15/5/5٠ ) . ومهما تكن خلفية هذه التهديدات
واسبابها ودوافعها , فإن مدافع من هذه العيارات قد
بطل استخدامها منذ انتهاء الحرب العا مية الثانية
لاسباب عسكرية وفنية عديدة . ان الدول التي
انتجت انواعاً منها في العالم هي المانيا الهتلرية »
والولايات المتحدة ويريطائيا وفرنسا والاتحاد
السوفياتي واليابان . وكان الالمان هم أول من ادخلها
واستخدمها في الخرب العالمية الاولى لضرب مدينة
من جانب
141١
لندن ثم كرروا ذلك في الحرب العالمية
الثائية . ومع مرور الوقت توصلت دول اخرى
يعد الحرب العالمية الاولى إلى انتاجها
وادخالها في الخدمة مع تشكيلات مدفعيتها . وقد
اتمت الولايات المتحدة فيما بعد تسليح عدد من
بوارجها البحرية الحريية بمداقع منها عيار 54٠
ملم . استخدمتها الولايات المتحدة لاخر مرة في حرب
فيتنام في اواخر الستينات لقترة قصيرة عندما قررت
قصف ميناء « هايفونخ » في فيتنام الشمالية لمنع
تدفق الامدادات عليه . كما يمتلك الاتحاد السوفياتي
انواعا منها عيار ٠٠١ ملم اتم تثبيتها على هيكل دبابة
من نوع « ستالين » , ولكن لم يسمع انه استخدمها
لحد الان . ان هذه الانواع كانت تستخدم في السابق
في القصف المدفعي بعيد المدى 50 - ٠٠١ كلم
اضرب اهداف استراتيجية كان يصعب بلوغها
بواسطة الاسلحةالاخرى. ولكن مع مرور الوقت بطل
استخدامها لأسباب عديدة كما ذكرنا » اهمها
صعوية نقلها وتحريكها . ان مدفعية من هذا النوع
تتطلب مواقع ثابتة ٠ ويجري تثبيتها على قضبان سكة
حديد خاصة ولكن لم يعد لها اية قيمة عسكرية هذه
الايام نظراً لتطور مفاهيم استخدام الطائرات عموماً
والصواريخ الموجهة بعيدة ومتوسطة المدى والتي
بامكاتها بلوغ أكثر الاهد اف صعوية وبعداً وتعقيداً :
فضلاً عن قوتها التدميرية الهائلة . ثم ان مفاهيم
استخدام المدفعية تتطلب من المدفعية سرعة الحركة
وسهولة نقلها من موقع الى موقع ٠ فضلا عن ان
المدفعية تستخدم هذه الايام في تدمير اهداف تكتيكية
صغيرة لا تبعد اكثر من +٠ - ٠١ كلم على الاكثر من
مواقعها ؛ اي ان الغاية من وجودها هي تقديم
الاسناد المدفعى لقوات المشاة والدبابات . لذلك
يستبعد حصول قوات سعد حداد على انواع منها »
كما ان اسرائيل لا يمكن ان تدخلها في خدمة سلاح
مدفعيتها ؛ لان اسس استخدام المدفعية الاسرائيلية
قامت اصلاً على اساس سرعة الحركة لتلبية مطالب
قواتها البرية التي تتشكل اساساً من قوات مدرعة
وميكانيكية هجومية سريعة الحركة . لهذا تظل هذه
التصريحات والتهديدات في اطار سياسدة اللعب
بأعصاب المواطنين الابرياء البسطاء حيث تسعى
اسرائيل من خلال سعد حداد الى ان تدفعهم للقلق
والخوف ٠ وهما عاملان سيدفعان المواطنين بالتالي
الى المطالبة باخراج الفدائيبن من الجنوب وبيروت
والجيل حتى لا تتعرض مناطقهم للقصف من جانب
اسرائيل وسعد حداد . - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 102
- تاريخ
- مايو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 11190 (4 views)