شؤون فلسطينية : عدد 103 (ص 132)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 103 (ص 132)
المحتوى
الذات المعرضة للفناء في كل لحظة من لحظات الاعتقال . ففي الدول العادية » حين تنتهي المحاكمة , يقاد المحكوم
الى السجن ويعيش ححياته الاعتقالية ويمضي فترة اعتقاله . لكن المناضل الفلسطيني المعتقل الذي ينتمي الى الثورة
الفلسطينية يعاني منذ اللحظة الاولى من الاعتقال معاناة يومية لا.مثيل.لها . اذن ‎٠‏ بالنسبة لي كنت مقتنعاً
بالوحدة الوطنية نظرياً قبل أن أمضي في دوريتي ويقبض علي . كنت احاول دائماً دراسة الاوضاع والعوامل التي
تحول دون انجاز الوحدة الوطنية بين قصائل الثورة في الخارج. ‎١‏
والحقيقة انني كنت اجد المبرز بيني وبين ذاتي , اجده يكمن في عوامل ذاتية وآخرى موضوعية تعيق انجاز
هذه الوحدة ؛ مع أن هذا المطلب حيوي يدقع الثورة الى الامام . ولكن - وكما يقال . هناك فارق بين الرغبة
والممكن , ويين الممكن الواقعي والممكن الخيالي . فكنت واخواني ورفاقي من الفصائل الاخرى في السجن تتساءل :
اذا كانت هنالك عوامل أو ظروف موضوعية تحول دون هذه الوحدة في الخارج , فما الذي يحول دون انجازها داخل
المعتقلات ؟ فلم نجد أي مبرر مقنع يحول دون هذه الوحدة . فهذه القناعة تجسدت لدينا جميعاً : وكان اساسها
المادي اننا جميعاً في الموقع نفسه , وامام الخطر تفسه . فالاحساس بالخطر , الى جانب القناعة النظرية في داخل
المعتقلات لدى الطلائع من الفصائل المختلفة , هو الذي شكل الرأي العام او المناخ الاعتقالي الذي مثل الظرف
الموضوعي لنضوج التحرك الذاتي لتوجهنا نحو تحقيق وتجسيد الوحدة الوطنية في داخل المعتقلات . من هنا كانت
الارضية المشتركة . وبالتالي»لما أصبحنا نتصل وننزل الى كوادرنا وعناصرنا كل في فصيله , وجدنا آذائاً صاغية
راغبة في تحقيق هذا الشكل من اشكال الوحدة . طبعاً انت تعلم أن للوحدة الوطنية اشكالا عدة . الحقيقة انناكنا
نطمح الى شكل الدمج الكامل ؛ بحيث نكون معتقلي الثورة الفلسطينية لا معتقل هذا الفصيل من الثوزة الفلسطينية
اوذاك . فهذه الوحدة تحقق لنا بنياناً واحداً وجسماً واحداً ‎٠‏ توجهاً واحداً » ومطلباً واحداً ؛ وهذه حقيقة امانينا
ورغباتنا . ولكن لا تنس أن هنالك عاملاً موضوعياً كان يحول دون الدمج الكأمل في المعتقلات . وهذا العامل يتمثل في
اننا ؛ بطبيعة تكويننا كافراد في داخل المعتقلات ننتمي الى فصائل مختلفة . فنحن جزء من الثورة او في الفصيل الام
ولسنا بمعزل عنه . فمثلاً انا انتمي الى حزكة « فتح » ‎٠:‏ فتح:» في الخارج لم تندمج ولا انصهرت مع الجبهة
الشعبية , رغم ان رغباتنا وامانينا في المعتقل كانت تطمح إلى ان يتحقق الدمج الكامل . لكن عدم الاندماج في
الخارج بين « فتح » والجبهة الشعبية ‏ كمثال . كان يحول دون الانصهار والدمج الكامل في داخل المعتقلات
وهذا ينسحب غلى بقية الفصائل الاخرى . ومن هنا بدأنا ننتساءل : اذا كان الدمج الكامل غير متحقق موضنوعياً
فلماذ! لا نلجأ إلى شكل آخر غير شكل الاندماج ليحقق لنا هذا الهدف ألا وهى الوحدة الوطنية ؟
وكان الشكل المطابق للواقع موضوعياً وذاتياً هو التقاء الفصائل حول شكل من اشكال الوحدة سمي ب
« لجنة المعتقل » . ولجنة المعتقل هذه تتشكل من مندوبي العلاقات الخارجية لكل فصيل من فصائل الثورة في
المعتقل مع الفصائل الاخرى , وينتخب هؤّلاء أمين سر اللجنة الاعتقالية من بينهم . ووظيقة المندوب هي نقل
وتبادل وجهات النظر من فصيله الى المعتقل واخذ وجهات النظر الاخرى ونقلها الى فصيله من اجل اغناء واثراء
وتجسيد وتطبيق ما يسمى بالتأثر والتأثيربين فصيل وآخر . بالاضافة الى هذا الشكل من اشكال الوحدة الاعتقالية
بين الفصنائل المختلفة , هنالك شكل وحدوي داخل التنظيم الواحد ؛ اي الاطار التنظيمي ذاته . لانه لايمكن انجاز
الوحدة بين الفصائل المختلفة , اذا لم تكن هناك وحدة اداة منظمة , ويالتالي كان هنالك لكل تنظيم لجنته الاعتقالية
الخاصة به فيما يتعلق بشؤون الثقافة والتعبئة والتنظيم ‎٠‏ ا مالية , العلاقات الخارجية . كل ذلك كان قائماً داخل
التنظيم الواحد . وفي الذهاية ايضاً هنالك « الموجه العام » لكل فصيل وهو أعلى سلطة في التنظيم , فكان هنالك
موجه عام « فتح » ‎٠‏ وموجه عام الشعبية » وموجه عام الديموقراطية ‎٠‏ الخ .. وهؤلاء يمثلون أعلى سلطة وينتخبون
من خلال انتخابات حرة ديموقراطية سرية , تنتخب اللجنة .
ثم ان جميع عناصر التنظيم الواحد تسمى ب : المؤتمر العام » . المؤتفقر العام هذا يفرز ‎٠‏ المجلشن
الاداري"» الذي هو على غرار المجلس الثوري في التنظيم الام . والمجلس الثوري يفرز ‎٠‏ اللجنة التنظيمية »
الخاصة بالفصيل على غرار اللجنة التنفيذية او المركزية . فخلق وحدة الاداة التنظيمية هو نقطة البدء في خلق شكل
الوحدة الوطنية الاعتقالية . وبالتالي كانت تتم الاشكال الوحدوية بهذه الطريقة . طبعاً لم تكن هذه القضية مبنية
على رغيات وأمان فحسب ؛ وائما كانت قائمة على الالتقاء حول اهداف محددة . فلقد كان لنا مطلبان اساسيان
داخل المعتقلات '» هما : المطلب الحياتي والمطلب السياسي . المطلب الحياتي كان يتمثل في اننا جميعاً كنا نعاني
1
تاريخ
يونيو ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7173 (4 views)