شؤون فلسطينية : عدد 103 (ص 133)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 103 (ص 133)
- المحتوى
-
الجوع ومعظمنا مرضى ولا نحصل على العلاج. اللازم » واننا كلنا نعاني من الازمة الاعتقالية . ومن هنا بدأنا
نبحث.عن الوحدة من اجل ان تكون سلاحاً واقياً لنا من استفراد العدو بنا . لكن هتالك ايضاً المطلب السياسي .
لائنا جميعاً نعلم أن الخلافات السياسية بين الفصائل الام في الخارج كانت تنعكس علينا في المعتقلات . فكانت تقوم
احياناً حساسيات وصدامات بين معتقلي بعض الفصائل نتيجة هذه الخلافات بين الفصائل الام في الخارج .ولكن
في المقابل كنا حين نسمع تصريحاً للاخ ياسر عرفات يقول فيه انه ينظر الى الاخ جورج حبش نظرة موسى لاخيه
هارون ؛ مثل هذه العبارة في الخارج قد لا تؤثر في عناصر التظيمات الام في الخارج بنفس القدر الذي كانت تؤثر فيه
بالمعتقلين في تلاحمنا وتعاضدنا داخل المعتقل .
وكان العدو يدرك خطورة هذا السلاح . فكانت اجهزة الاعلام الصهيونية تضخم وتبالغ في تصوير الخلافات
في الخارج . حتئ انه اذا ما تقاتل عنصران لا ذكر لهما ينتميان الى فصيلين مختلفين كانت أسرائيل تصور لنا ان
صداماً مسلحاً قام بين ٠ فتح » مثلآً والجبهة الشعبية . وكان ذلك ينعكس علينا , مادياً في السلوك ٠ ونفسياً في
المعاناة .لان وحدة قصائلنا الام في الخارج عامل اساسي في صمودنا . فمن هذا لم يكن لقاونا داخل المعتقلات
حياتياً وحسب بل لقاء حول الحد الادنى من المواقف السياسية . بمعنى أن لنا مثلاً احتفالاتنا الثورية كفصيل
« فتح » » وكل فصيل آخر كانت له احتفالاته ألثورية الخاصة به . كنا جميعاً نساهم في الاحتفالات مثل الاحتفالات
في الخارج . سؤاء بحفلات الشاي أو القاء الشعر وندوات السمز والمجلات الاعتقالية ؛ رغم محاربة العدوومنعه لنا
من القيام بذلك . ولكننا كنا نقوم بمثل هذه الاحتفالات المشتركة علئاً في بعض الاحيان وسرأ في احيان آخر:
فاذن' لم يكن برنامجنا متمثلاً فقط في ما يُحتاجه الأنسان المعتقل من أمن ولكن في ما يحتاجه من مواقف سياسية: .
وفي النهاية توصلنا الى قناعة مشتركة , وهي انه مهما حدث من خلافات في الخارج فان ذلك يجب ان لا
ينسحب على علاقتنا داخل المعتقلات ؛ وائنا نحن القاعدة , التي يجب ان تطالب قادتها ورموزها بتجسيد هذا
المطلب الحيوي , ألا وهى الوحدة ٠ الذي لا يستطيع احد أن يذكر مدى اهميته وضرورته .
اذن كان لنا لجان اعتقالية وحدوية ٠ واستطيع ان اقول اننا لم نحقق الصورة الامثل ٠ ولكنني اجزم اثنا
نجحنا في تخطي وحدة الحد الادنى من العلاقات الوحدوية . وأما بالنسبة لدستور أو منهج يوْطر هذه الوحدة »
داخل المعتقلات , قالحقيقة انه كان لدينا دستوران : وأحد خاص بكل فصيل » وآخر خاص بالمعتقل ككل .
الدستور الخاص بالفصيل هدفه تحديد العلاقة بين اقراد الفصيل الواحد من القمة الى القاعدة , وتحديد الحقوق
والواجبات لكل فرد داخل المعتقل ؛ بمعنى ان العلاقات ينبغي ان تكون منظمة ومضبوطة من منطلق ثوري وليس
من منطلق اشكال اخرى متدنية في العلاقات بين البشر . لآن إنتماءنا الى حركة وطنية والى شكل منظم وثوري لا بد
أن يحتوي على مضمون اكثر رقيا وتقدما من اشكال العلاقات الاخرى الاجتماعية ؛ مثل العلاقات العشائرية إى
الجغرافية او القبلية . الدستور بشكل عام كان يرتكز على نقطتين أساسيتين : النقطة الاولى , هي الجانب
السياسي الذي يجب أن يكون بمثابة البوصلة التي نهتدي بها في السير داخل المعتقل ؛ والنقطة الثانية , هي
معالجة الظواهر المرضية التي تنبع من خلال تواجدنا في الاعتقال .
فيما يتعلق بالجانب السياسي . نحن لا نستطيع أن نغير اي نبدل في اللوائح الداخلية لكل فصيل من
الفصائل ٠ لاننا لسنا تنظيما مستقلا وانما نحن امتداد للتنظيمات الأم في الخارج . وهناك ترابط عضوي ما بين
الفصيل داخل المعتقل والتنظيم الآم في الخارج . ولكن كان هنالك تهذيب وصقل لهذا الفهم بصورة تتناسب مع
الظروف المحسوسة والملموسة داخل المعتقل . فبالرغم من ايمائنا بخطوطنا السياسية والعمل على ترجمتها المنبثقة
عن التنظيم الأم في الخارج ٠ كانت هناك نقطة اساسية أغنتنا بها التجربة الاعتقالية » فأخذنا بها من اجل الوصول
الى اشكال ارقى من العلاقات في ما بين الفصائل الثورية . وهي تتلخص في اننا كنا تأخذ بما يأتي من !
ومواقف تدعم هذه العلاقات , واما ما يودي الى حساسيات او اثارة للفتن ., فقد كنا نيتعد عنه بارادة ذات
عن وغي لطبيعة الظلروف التي نعيش فيها .يمعتى انه اذا حصل اليوم مثلا اتفاق بين ٠ فتح فتح » والجبهة الشعبية او
الديموقراطية اوبقية الفصائل . فان ذلك كان ينعكس علينا بحيث كان يزودنا يشحنة ودفعة وطاقة لا تحد ولا تقدر
من اجل الصمود داخل المعتقلات ورفع المعنويات والثبات . ولكن ,ومن خلال تجارينا المريرة » وجدنا أنه فيما لى
حصل هنالك صدامات وحساسيات وصراعات فقد اتفقنا جميعاً داخل المعتقلات على أن نحول بين هذه الخلافات
1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 103
- تاريخ
- يونيو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10631 (4 views)