شؤون فلسطينية : عدد 103 (ص 134)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 103 (ص 134)
- المحتوى
-
والممارسات في الخارج وبين انسحابها.وانعكاسهبا علينا نحن في داخل المعتقلات وعلى علاقاتنا . هذا بالنسبة الى
الجانب السياسي »مع أن كل انسان ملتزم بخط فصيله السياسي الهم يعني مثلً : نحن نعرف أن الاخ القائد
العام « أبو عمّار » هو الناطق والمعبر عن حركة ٠ ٠ فتح » . فاذا أعطى الأخ ٠ أبو عمّار » تصريحا سياسيا معينا
مثلا كنا نحن كأبناء حركة ٠ فتح » ندرك ماذا يعني هذا التصريح نتيجة الخلفية التي ننتمي اليها . فكنا نعطي
الدراسات داخل التنظيم ؛ ونعطي صورة حقيقية للرفاق في الفصائل الاخرى عن معنى ومغزى هذا التصريح ,
لأنهم ليسوا اقدر منا على فهم هذا التصريح وتفسير هذا الموقف اوذاك . وكذلك الآمر بالنسبة للفصائل الأخرى
فحين يصرح الدكتور جورج حبش تصريحا معينا مثلا او الرفيق نايف حواتمة ,يلجأ شباب الشعبية او
الديموقراطية الى تقديم التعليلات والشروح من خلال مجلاتهم ودراساتهم . فكل تنظيم في المعتقل كان له مجلته
الخاصة به , تعمم على افراده . والمعتقل ككل له لجنته الاعتقالية الخاصة به . الى جاتب ذلك كان الشياب
المعتقلون يكتبون في الشعر والسياسة والقصة وحول القضايا الاعتقالية والاجتماع والادب والثقافة . ومن هنا
كانت الدساتير تحدد الجانب في هذا المجال . اما الشق الآخر فهو الشق الحياتي واهم شيء فيه هو تنظيم العلاقات
بين افراده حتى يكون هناك ضبط وريط لتحديد العلاقة بينهم . حتى لا نكون كقطيع يعيش في غابة » او كما يقول
المثل : أن الكبير يأكل الصغير في البحر . بل عى العكس ٠ كانت هناك مساواة بيننا بمفهومها الثوري , لا مساواة
بمفهومها الميكانيكي . اي مساواة حقيقية ليس فيها فرق بين سائل او مسؤول . وكانت الوسيلة الحقيقية لمعالجة
امراضنا هي النقد والنقد الذاتي ولم يكن هناك اي فرد أعلى من النقد حتى لو كان الموجه العام . ولم يكن هتاك
مجال لهضم حقوق اي فرد حتى لوكان عنصر خلية . وفي المعتقل , وكما تعرف , هناك تنظيم كامل يبدأ من الخلية
وينتهي باللجنة المركزية ممثلة بالموجه العام الذي هو امين سر التنظيم ككل . وكان ذلك يتم على مستوبين . لكل
فصيل على حدة ثم تشكل اللجنة الاعتقالية من موجهي الفصائل الاخرى . ولم تكن عندنا اية لجان ابدية .
ويمقهوم الدستور , كانت انتخابات جديدة تجري كل ستة أشهر . فاذا ثيتت صلاحية الادارة التنظيمية من
خلال عطائها . ومن خلال ترجمتها لما يوكل اليها من مهمات في داخل المعتقل فمن الممكن ان يعاد ترشيحها لمرات
ة . اما اذا حصل تقصير من فرد أو من اللجنة ككل فان اللجنة تتنازل عن موقعها ويتم ترشيح لجنة جديدة .
لذلك كانت عملية التقد عملية متراصلة بمستمرة ويومية ودزوية . فكان الدستور يعالج القضايا الحياتية التي كنا
تعاني منها . والقضايا الحياتية كانت تتمثل في جانبين : الجائب الامني , والجائب الخلقي . نحن نعرف ان كل
الثورات تعاني من ٠ الاختراق , , ولكن هنالك فرقا بين من يتعامل مع العدو وبين الشائعة . انني بكل فخرواعتزاز
اشهد واقول أن نسبة الاختراق بين صفوفنا كانت ضئيلة ولا تكاد تذكر , آخذين بعين الاعتبار الظروف التي كنا
تعيشها . بالتالي كان على الدسثور ان يشرح معنى ومفهوم التعامل مع العدو مضافا اليه مفهوم الشائعة . ومن
خلال تحديد مفهوم التعامل توضع الاجراءات العلاجية التي لا تنطلق من حقيقة الحدث كالمؤْسسات القمعية في
الدول البورجوازية ٠ وانما تنطلق من حقيقة الهدف الثوري بمعنى اعادة تربية هذا الانسان وكسبه الى صفوفنا اذا
حدث ان سقط في احضان العدو . اما الوسائل القمعية فلم تكن نستخدمها الا في الحالات الشاذة التي يستعصي
علاجها ؛ ويمسي فيها العضو خطرا على امن المجموع . ومن هنا خصنلت بعض العقويات التي قد يعتبرها المرء
قاسية ولكن الضرورات الامنية والضرورات الحياتية كانت تفرض علينا اللجوء الى ذلك . لكن اهم قضية كانت
تواجهنا هي قضية الشائعات . وعناصر الشائعة عديدة . فبعضها يرجع الى حسن نية وسذاجة بعض الشباب
لعدم وجود الوعي في تلك الفترة . وبعضها الاخر كان يصدر ويبث عن طريق السجانين , وخاصة من يتقنون اللغة
العربية منهم ٠ اى السجانين من عرب متعاونين مع سئطات العدو , وهم الذين كانوا يبثون الشائعات
مصطنعين تعاطفهم معنا وحرصهم علينا . هذه الظاهرة ؛ ظاهرة الشائعات . من الخطر الظواهر التي بذلنا جهدا
شاقا لالغائها ومعالجتها بزيادة الوعي الثوري وطرح مفاهيم ثورية للشبيبة » سواء عن طريق الندوات الثقافية
داخل الغرف أو عن طريق.المحاضرات أو النشرات والمجلات التي كنا نحررها ونوزعها على المعتقلين . فاذن كان
لدساتيرنا مفهوم خاص بنا . وكانت الامراض تتحدد وكذلك وسائل العلاج . وكانت هذه الدساتير تطرح على كافة
المعتقلين من كافة الفصائل . فيتد ارسها المعتقلون فيضيفون او يقترحون او يحذفون “بيد أن تقر ناث الاجيع
أو الاغلبية , كنا نعتمدها كوثيقة اعتقالية . او كدستور اعتقالي يحدد علاقات الفصائل بعضها بالبعض .
ايضا الدساكير الخاصة يكل قصيل عل حدة . هذا في الحقيقة موجز عن قضية الدستور داخل المتطلات 2
أما بالنسبة لتساؤلك عن المنهج ٠ فبالرغم من حديثي عنه في مكان سنابق فاني اضيف ان المنهج المحدد كان
إنضن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 103
- تاريخ
- يونيو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10631 (4 views)