شؤون فلسطينية : عدد 103 (ص 139)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 103 (ص 139)
- المحتوى
-
ولكننا نقاتل من اجل النصر. غير اننا على استعداد نفسي وذهني في الوقت نفسه لاستقبال الموت دون تردد , لان
ظروفنا القاسية في المعتقل كانت تعني موتنا موتا بطيئا . فاذا كان لا بد من مواجهة هذا المصير فلنواجهه بشجاعة
وبايمان ورجولة ؛ لان العدو وضعنا في ظروف يريد من خلالها أن يقتلنا يوميا وبصورة بطيئة . من هنا كان لا بد من
الوقوف في وجه العدى . والحدلولة دون وصوله الى هدقه .
ازمة الاعتقال لايمكن ان تحل الامن خلال الحصول على الحرية بمفهومها النسبي ؛ وهو الخروج من اسوار
الاعتقال ومن وراء القضبان . نحن لم نضرب من اجل تحقيق هذا المطلب ؛ واذنالم نطلب منهم الافراج عنا في يوم
من الايام » ولع نقدم لهم التماسا لتخفيف احكامنا بالرغم من انهم كانوا بلهثون ويغرون المعتقلين من أجل تقديم
مثل هذه الالتماسات . ولكن وسائلهم هذه كانت تقابل بالرقض القاطع المبني على الايمان العميق العلمي بالثورة على
انها الوسيلة الوحيدة لتحريرنا وللقضاء على ازمة الاعتقال . لكن مطلبنا كان ينحصر في تحقيق ظروف وشروط
حياتية افضل لنا داخل المعتقلات . ومن اجل توضيح ما اعني بالشروط الحياتية . قاذني سانجأ الى تبيان الفاوق
الحدي بين الشروط الحياتية للمناضل الفلسطيني القابع في سجون الاحتلال , وبين السجين الجنائي المدئىي
الاسرائيلي المرتكب ممارسات لاحضارية . لقد كانت هنالك تفرقة عنصرية واضحة بين الانسان العربي وبين
اليهودي . اوبين من يحمل جواز سفر الكيان الصهيوني وبين الفاسطيبي الذي يحمل البندقية كجواز سف رمن اجل
التحرير . ولكن قبل ان نخوض في طرح تفاصيل هذه الفروقات اود ان اقول ان هذا المطلب لم يكن ليتحقق الا
بتحضير وتجهيز القاعدة المادية لتحقيق هذا .الهدف . والقاعدة المادية هنا تعني وحدة الاداة التنظيمية الاعتقالية
بين عناصر مختلف الفصائل . فبدأنا عملية شاقة للاعداد لهذا الاضراب , ساهمت فيها كافة الرموز الاعتقالية
وتعاونت معي بشكل شخصي . كما ساهم معنا كاقة شبيبة المعتقل . ومن هنا كان لدينا آداة تنظيمية متينة .
اتفقنا كلجنة اعتقالية وانتخبت من قيل القاعدة واللجنة لاكون انا الممثل او الناطق باسم المعتقل في هذه المسيرة ,
بالاضافة الى اريعة هن اخواني شاركوني مهمة ادارة المسيرة النضالية . فوضعنا برنامجا اعتقاليا حددنا فيه الحد
الاعلى من الطلبات وكان برنامجا سريا - وحددنا الحد الادنى من الطلبات وعممناه على كافة شبيبة معتقل
« عسقلان » على مختلف اتجاهاتهم التنظيمية ؛ لان المسيرة ؛ كانت - كما قلت لك هي مسيرة اعتقالية وليست .
مسيرة تنظيم او آخر .
وقد تضامن معنا كافة السجون والمعتقلات ٠ سواء الموجودة منها داخل الخط الاخضر . كما يقولون اى
تلك التي تقع خارج الخط الاخضر الذي يسمونه المناطق المدارة . لكن تضامنهم كان رمزيا . قبعضهم اضرب
عشرة ايام والبعض الاخر اضرب اسبوعا كل حسب امكاناته الذاتية . اما نحن في عسقلان فكتبنا عريضة ,قدمها
أحد المعتقلين الذين فقدوا بصرهم ؛ حيث اقتلع الجلادون الصهاينة عينيه ؛ وهو شاب اسمه محمود دتهش قام
بعملية فدائية جريئة في ضواحي الخليل وأصيب في أحدى عينيه » فما كان منهم الا أن قضوا على عينيه الاثنتين .
فاستغريوا أنه حتى هذا الشاب الذي يعاني مختلف الامراض يشارك في هذا الاضراب »بل ويقدم العريضة ,رغم
ان حالته الصحية لا تسمح له بالاضراب . والحقيقة اننا اخترناه لتقديم العريضة كدلالة لدى اوساط الشبيبة
بأئنا جميعا متساوون في المظالم التي تمارس علينا . فليس هنالك فارق بين مريض وبين معتقل يموت موتا بطيئا »
وآخر مكتمل الصحة تسبيا . واريد هنا ان اعطيك فكرة عن مطالبنا .
لقد كانت هذه المطالب محددة يمطلب اساسي هو المساواة بالسجين اليهودي العادي في شروط حياته ,
بالاضافة الى الاهتمام بمعالجة المرضى . وكي عطي فكرة للقارىء عن حياتنا في السجن اقول كمثال اننا نحن
كسجناء سياسيين كنا نستقبل الاهل كل 55 يوما مرة ٠ بينما. كان السجين اليهودي الجنائي يستقبل اهله كل
أسبوعين مرة . كنا نحن ننام في الغرفة الواحدة وعددنا لا يقل عن 8؟ معتقلا ٠ بيئما كان عدد السجناء اليهود له
يتجاوز 8 سجناء في الغرفة الواحدة . كنا ننام على الارض , وكانوا هم ينامون على اسرة . لهم الشراشف والوسائد
والاغطية بينما لم يكن لنا الا « البطاطين » وهي من نوع المماسع التي تستخدم في البيوت من اجل التنظيف ,
ولكننا نسميها مجازا « البطاطين » . فارق آخر ..يكمن في استقبال الشمس . هم . اي السجتاء اليهود
الجنائيون .. يفتحون عليهم منذ الساعة 1 صباحا ولا يقفلون الا في الساعة > 8 مساء . بينما نحن لانخرج
يقرلا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 103
- تاريخ
- يونيو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10206 (4 views)