شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 7)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 7)
- المحتوى
-
وكما كان الهدف موفقاً . كذلك كانت الآداة التي نفذت , بما في ذلك السلاح الذي
استعمل . فالمقاتلون هذه المرة لم يأتوا من خارج الآرض المحتلة ؛ لم يركيوا البحر ولم يتسللوا
من حدود .هم من داخل السجن الكبير » وريما من الخليل ذاتها . إذن ٠ هي عملية ثورة في
الداخل ٠ لم يورّدها « ارهابيى منظمة التحرير الفلسطينية » من الخارج كما تركز الدعاية
الصهيونية باستمرار . لتوحي زوراً أن لا مشكلة لاسرائيل في الداخل . حتى السلاح ,2
وياعتراف العدو ويتصريح رسمي . مصنوع في الداخل . وهذا يشير بكل الوضوح الى مدى
وعمق التصميم الشعبي على منازلة العدو وتصفية احتلاله .
أما ما هو أعظم ويحمل كل الدلائل والمؤشرات الخطيرة ٠ ان الذين نفذوا العملية قد
أفلتوا من قيضة «٠ الجيش الذي لا يقهر » . افلتوا إلى أين ؟ إلى أي كهف أو مغارة » أى أية بثر
مهجورة ؛ أو أي واد بلا قرار ؟ لا . يذه كلها لاتكفي ولا مأمن لها . فدائيوتلك العملية اختبأوا
في ضمائر جماهيرهم . وعندما تتحول الجماهير الى بحر . يصبح الفدائيون سمك هذا البحر
وحيتانه . وهذه هي البداية ؛ بداية النقلة النوعية في التنسيق بين المقاتل الثوري وجماهير
شعبه , وهي بداية الحرب الشعبية التي لا نهاية لها غير النصر .
لقد أسقط في يد ٠ اسرائيل » الدولة » وه اسرائيل الجيش الذي لا يقهر » وأحست
ببداية النهاية فلجأت ٠ وبأسرع مما توقع أي مراقب , إلى « إرهابها التقليدي » » فبعثت
الحياة في « ارغونها وشتيرنها » فيما يسمى اليوم ب « الجيش السري الاسرائيثي » على غرار
ما حدث في جيش فرنسا بالجزائر يوم تعاظمت ضريات القوار .0
أفلست « اسرائيل الدولة » بأسرع مما توقع أشد خصومها ؛ فكشفت القناع ؛ وارتكبت
الجريمة البشعة , محاولة اغتيال رموز جماهيرنا من رؤساء البلديات . ان سيقان بسام الشكعة
وكزيم خلف هي الشواهد المشاعل على حقيقة « اسرائيل » دولة وعقيدة وأخلاقاً .
لم تستطع « اسرائيل » طردهم أو سجنهم » فعمدت إلى محاولة إغتيالهم . ومن لم يكن
متوقعاً ذلك من « اسرائيل » فانه لا يفهمها وسيقضي عمره دون أن يفهمها . إن « أمن
إسرائيل » ٠ بالمفهوم الصهيوني ٠ يعني تصفية كل فلسطيني بالوراتة أى بالإنتماء الثوري ..
و« وجود اسرائيل » ٠ بالمفهوم الصهيوني » يعني شطب « وجود فلسطين. » من الخريطة
الجغرافية والتاريخية ؛ نقيضان لا يلتقيان . إذا قبلنا نحن بالتعايش قهم لن يقبلوا , وهم أدرى
منا بهذه « الحقيقة » لانها من اختراعهم ومن بقايا الكذبة الكبرى التي تبرر وجود كيانهم .
حقاً لقد بدأت المعركة التي لا نهاية لها إلا بالحسم المصيري .
إنها معركة الجماهير التي دخلت المعركة بكل قواها ٠ وفي الطليعة قوة الإيمان القادرة على
زحزحة الجبال وإدخال البعير الصهيوني في خرم الابرة القلسطينية .
ولن يرهب شعبنا شسيء بعد اختراقه جدار الخوف , ولن يثني شعبنا وهم أو سراب وقد
تجاوز نقطة اللارجوع ٠ ولن يدخر شعبنا الثمن المطلوب لتحقيق النصر وقد تساوت عنده
الشهادة أو الخصر .
إنها البداية , بداية النهاية : نهاية الظلم والإستعمار والعنصرية ؛ نهاية الكيان
الصهيوني العنصري 8 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 104
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22434 (3 views)