شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 36)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 36)
المحتوى
س. : اظن انك لا تقصد ان ال العامل الدولي كان غائياً ؟
ج : لم يكن عاملاً اساسياً . وأي حركة في عالمنا الحديث لها بالطبع علاقة بالسياسة
الدولية . الفرق ان القضية ل منذ ابتدأت , تمس جوهر السياسة الدولية .
عرف العالم هذه المنطقة وأمورها متصلة بجوهر السياسة الدولية . ولم تمر في التاريخ دولة ا
في العالم لم تسيطر على منطقة الشرق الاوسط . وبالتالي فإن طبيعة النضال الفلسطيثي تمس
مباشرة جوهر الاستراتيجية الدولية . وبما ان اليد العليا في الاستراتيجية الدولية هي الآن
للمعسكر الغربي الذي تقوده اميركا .فالنضال القلسطيني يمس جوهر الاستراتيجية
الاستعمارية في العالم . ومن هذا كله كانت طبيعة النضال الفلسطيني . ششًا ام ابينا ؛ طبيعة
دولية .
وهناك نقطة ثانية , فمع ان قضية فلسطين قضية قومية الا ان النفسية الدفاعية هي
المسيطرة على الحركة القيادية العربية. والتمزق العربي يكاد يصل الى حد الإقليمية المغلقة ,
بالرغم من كل الحديث القومي والقرارات القومية التي تتخذ في مؤتمرات القمة والتي تنفذ
بوسائل اقليمية . وهناك ايضاً ما تمه اسرائيل من طموح خاص بها , بالاضافة لمطامع
الاستعمار ؛ طموحها الخاص اكي تستطيع ان تعيش باكتفاء ذاتي في تحقيق فلسفة اسرائيل
الكبرى وما يمثله هذا من خطر قومي على الآمة العربية . كل هذا يتطلب ان يمارس العرب
سياسة موحدة للأمن القومي بينما تجري في الواقع ممارسة سياسات الامن الاقليمي بسيب
الواقع العربي الراهن . ويهذا لم يتمكن الموقف العربي من أن يواجه الوجود الاسرائيي بالشكل
الصحيع . وما حدث كان معكوساً فلولا الحروب الاسرائيلية في السنوات الثلاثين الماضية لما
كانت هناك حروب عربية . وكل قواتنا العسكرية العربية تبنى وفق نظرية الدفاع . وانا لا أتهم
احداً بأنه لا يريد التحرير . ولكن هذا هو الوضع العربي : النفسية الدفاعية » الاستسلام
للواقع والتفكير الاقليمي » وهو ما يتناقض مع متطلبات أي عمل يقوم على الآساس القومي
لمواجهة خطر من طبيعة الخطر ألصهيوني .
وهذا كله لم يحسم قضية فلسطين لصالح الشعب الفلسطيني ولصالح الامة العربية
وتاه الصراع الدولي بين العرب وبين اسرائيل وفي هذا المجال . وطالما نحن في الموقف
الدفاعي »فإن المنتصر باستمرار هو اسرائيل » سواء في المجال العسكري أو المجال الدولي .
ومن هذا فإن الشعب الفلسطيني ‎٠‏ بالرغم من جذوره القومية وتفكيره الوحدوي ‎»٠‏ قرر ان يبرز
شخصيته على المسرح الدولي كشخصية مستقلة . وكان هذا احد الضرورات القومية لتعديل
ميزان النظرة الى الصراع , ففي المجال الدولي لا يفهمون ان الدول العربية العشرين تشكل امة
واحدة وانما يرون عشرين أمة ‎٠‏ وهم لا يفهمون بالتالي ان بلدا كابوظبي يريد تحرير قلسطين ,
ألا انهم يفهمون أن الفلسطينيين يريدون العودة لوطنهم .
ومن هنا كانت خصوصية القضية الفلسطينية اذ لا بد من اعادة الشخصية الفلسطينية
الى المسرح الدولي » كشخصية مناضلة اول ومطالبة بحقوقها الوطنية ثانياً'- وبالتاليي يصبح
الصراغ في المسرح الدولي بين العدوان الاسرائيلي وبين الحقوق الوطنية الفلسطينية ‎٠‏ وهذا
يميد التوازن لصالح النضال الفلسطيني على المسرح السياسي العالمي .
+
تاريخ
يوليو ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17435 (3 views)