شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 108)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 108)
- المحتوى
-
وشرط المحافظة على أقضل العلاقات الودية مع السكان المحليين ٠ لا غنى عنه للعصابات
الثورية . فهي تعتمد على مساعداتهم في انجاح عملياتها ٠ فبامكانهم خيانتها اذا أرادوا
وعليها ان تختار نقاط تجمع مخفية يلجا اليها الرجال في حالات الطوارىء » كما أن عليها انشاء
مخابىء للسلاح والذخيرة والطعام والماء والادوات الطبية . وعلى الذين يقودون زمر المقاتلين أن
يدرسوا الأهداف المحتملة وان يستكشفوا الطرق المؤدية اليها : ومناطق التجمع البديلة التي قد
يستفيدرن منها فيما بعد . ويجب على كل فرد أن يدرس المنطقة دراسة وافية » وان يتعرف على
أسلحة العدى التي يستخدمها , فقد تكون مصدر امداد للمقاتلين "') ,
غالبا ما لا ينتقي الجيش ساحة معركة » بينما يملك الانصار دوما اختيار المكان والزمان
لهرياتهم . ويحتل الجيش دائماً جبهة متصلة ؛ بينما يعمل الانصار بنظام منتشر . لذا
فحاجتهم الى تنسيق مع الجوار أقل يكثير من حاجة الجيش . ويزداد صدق هذا القول لسبب
آخر , هو ان تعرض عصابة من الاتصار للفشل يجعلها تتحمل وحدها نتائجه » ولا تؤثر هذه
النتائج بالضرورة على بقية العصابات , بينما نجد. العكس في الجيش النظامي . وتتمتع
العصابات_بإستقلال ذاتي واسع . فهي تتمون ذاتيا , ولا تحتاج الى بزات أ أسلحة ثقيلة أو
وسائط نقل ٠ وليس لقطعاتها وحدات احتياطية ومعسكرات ثابتة ؛ انها قوات خفيفة بلا
مؤخرات وبلا مشاكل ادارية تقربياً . فقوة العصابات المروعة لا تعتمد بلا شك على قوتها العددية
أى أسلحتها الثقيلة . ولكنها تعتمد اساسا على الهجمات المفاجئة والكمائن والسرعة في
الاختفاء 215
علينا ان نتذكر دوما » ان غزى الأرض واحتلالها ليسا مهمة من مهمات عناصر
العصابات ٠ والواقع انهم لا يقاتلون اساسا للتشبث بالارض » فمهمتهم الرئيسية هي تشتيت
العدى واتهاكه بالهجمات المفاجئة واعمال التخريب الواسعة والانسحاب بسرعة بعد تنفيذ
ضرياتهم .
تلجأ العصابات في منطقة ما الى مشاغلة أكبر عدد ممكن من قوات العدى لأسباب تتعلق
بأمنه .وللوضول الى هذه النتيجة , عَلى رجال العصابات أن يقوموا بسلسلة متواصلة من
الهجمات الصغيرة ضد العدى على أعرض جبهة ممكنة . ولكن ليس من المناسب ان تقاتل جماعة
العصابات في مواجهة قوة معادية ضخمة جدأ , أى عندما لا تكون القوة المعادية ضخمة , ولكنها
قريبة جدا من قوات العدو الاخرى ؛ فالعصابات الثورية هي الجانب الاضعف , ويجب أن يكون
هدفها المحافظة على النفس حتى تستمر في استنزاف العدى وتشتيت قواه , والتدرج في تنمية
قواها المادية والمعنوية وكسب الشعب الى جانبها . وهذا يدعوها الى تبني المبدأ الصحيح واللاكم
لها وهى « أرب واهرب » » وما يتطلب تنفيذه من مواضفات بدنية ونفسية راقية لمحارب
العصابات. .
يقول غيفارا : « محارب العصابات فرد يشارك شعبه التوق الى التحرير , وانه حيتما
تستتفذ الوسائل السلمية ٠ يبدأ القتال جاعلا من نفسه طليعة مسلحة للشعب المناضل . وعليه ,
يجب أن تجتمع له الصرامة التي يولدها فيه كبح النفس , ألى جانب ما تمليه صعوية ظروف
الحرب من قلة مبالاة بجسده ٠ فهؤ مطالب بأن يكون ناسكاً . وهى محتاج الى بنية حديدية
تمكنه من مقاومة كل الشدائّد دون ان يسقط من الاعياء : فهو يغدى بفضل تكيفه الطبيعي جزءآ
/لا1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 104
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6630 (6 views)