شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 115)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 115)
- المحتوى
-
وتدل تجارب الحروب التورية على ان الدعاية السياسية التي لا ترافقها عمليات حربية
فعالة لا تثير لدى جنود الخصم سوى ابتسامة السخرية . على حين ان طول مدة الحرب الثورية .
وعنفها ونشاط الثوار وشجاعة القوات الثورية . تعطي الدعاية الثورية قيمة أكبر من قيمتها
الحقيقية . لقد تزايدت قوات ماو الحمراء بسرعة مطردة » في حين كانت قوات تشانغ كاي -
تشيك تتناقص في المقابل , وكان ذلك بفضل تفاني وتضحيات الثوار » وديناميكية الحركة الثورية
الصينية . أضف الى ذلك ما اتسمت به الماوية من طابع أخلاقي خاص جدأ » وشكل من المثالية
الثورية التي بعثها ما في حركته الثورية-© .
ومما لا شك فيه , أن تعاطف السكان وثقتهم في الحركة الثورية » والاتضمام اليها
والالتفاف حولها وحمايتها تتزايد باطراد نتيجة انضباطها ونقائها الثوري واحترامها الأهالي
واستهداف مصلحتهم , بالمقارنة بما يلقونه من سوء معاملة العدى وعجرفته ونهبه لهم.
وتهدف الحركة الثورية ٠ أساسا . الى انهاك العدو وتنمية قواها وتطوير قواتها الثورية ,
تلك القوات التي تبدا ضعيفة على المستوى العددي والفني والتكتيكي . وقوية على المستوى
المعنوي فحسب » حتى تصل الى تحقيق التفوق على العدو ودحره . عن طريق اطالة أمد الحرب .
القواعد وتوسيع بقعة الزيت
لا يملك العدى العدد الكافي من الرجال حتى يحرس كل الشوارع والبيوت والقرى . لذلك
على كل القوى الثورية ان تجد الوسائل المناسبة لمساعدة العصابات في كفاحها من أجل اجتثاث
الخونة وقوات العدو . وأهم دور للعصابات الثورية هو تشتيت قوات العدو على أرض شاسعة ,
وتجميد تحركها عن طريق اشغالها بالحركة المستمرة ٠ وبالتالي وضع العدى امام الخيار
الصعب ؛ قاما ان تكون قواته مشتتة في كل مكان لا تملك قوة ضارية مركزة ٠ وأما ان يركز على
جبية واحدة فيترك جميع اجزاء البلاد الأخرى حرة من سيطرته .
وعلى القوات الثورية » قبل وصول العدى الى مكان معين , ان تعمل كل ما تستطيع
لاستثارة الجماهير الشعبية » واستنهاض ارادتها في المقاومة , وشحنها بالتصميم الذي لا يقهر
حتى النهاية » دون قبول المساومة اى الاستسلام . فعندما تمنح الجماهير تأييدها الحركة
التورية » تصبح درعا للثورة , وقاعدة خلفية صلبة وخط تموين أمينا للثوار » ووسيلة مراسلات
سريعة وفعالة وحقلاً خصبا لاستنبات المقاتلين .
أما تورط العصابات في مهام حماية المدنيين والدفاع عنهم , فانه يجمدها ويفقدها دورها
كطليعة للشعب المناضل كله , ويفقدها النظرة الشاملة في العمل . فترك مبادرة الهجوم بيد
العدى , والاكتفاء بالدفاع السلبي , يؤديان بالحركة الثورية الى استحالة حماية المدنيين والى
تعريض قواها للاستنزاف . بينما يدي اللجوء لمهاجمة العدى , ووضعه في حالة دفاع مستمر »
الى استنزاف قواه هو ومنعه من توسيع نطاق عملياته وانتزاع المبادأة منه »وهي الطريقة المثلى
في حماية السكان 0©) ,
يقول غيفارا : « ما دام معلوما ان العدو سوف يقاتل لصون سلطته السياسية وجب النظر
115 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 104
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 5118 (6 views)