شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 126)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 126)
- المحتوى
-
رسمية ابتدائية قليلة العدد . لغة التعليم فيها التركية وليست العريية . ويذلك لم يقم فيها
اي تعليم ثانوي او عال » اذ لم يوجد فيها اية مدرسة اعدادية ( ثانوية متوسطة ) قط حتى سنة
كيل » ولم تنشأ فيها اية مدرسة ثانوية كاملةالا قرب زوال الحكم التركي سنة 1١515 2
وفي هذا دليل على ضيق انتشار التعليم وذوعه ومستوأه .
ويمكننا ان نكون لانفسنا ملامح لصورة هذا التعليم وواقعه اذا عرفنا , بالاضافة الى
نوعية مدارسه . ضعف المعلمين القائمين على هذه المدارس وتدني مستوياتهم الثقافية » فهم
ابناها » وضعف الاشراف الحكومي عليها (؟) . ثم اذا عرفنا ان لغة التعليم فيها لم تكن اللغة
العربية » وانما اللغة التركية التى كانت تفرض لغة للتعليم على ابناء المسلمين , اذ لم يكن يسمح
بالتدريس باللغة العربية الا في مدارس الطوائف المسيحية وفي المدارس الاجنبية » بالاضافة الى
لغات هذه الطوائف والجهات الاجنبية التى تتبعها هذه المد ارس ٠ وكانت كثيرة نسبيا في فلسطين
يسبب ما للاراضى المقدسة من مكانة وتقدير لدى الدول الاجنبية . ولهذا فليس غريبا ان نرى
التعليم العربي الحديث والنهضة الادبية الحديثة يقومان على ايدي ابناء هذه البلاد المسيحيين
قبل ابنائها المسلمين , الذين انحصرت فرص التعليم امامهم تقريبا في المدارس الوقفية
المتخلفة , وفي المدارس الرسمية التي كانت تعلم باللغة التركية . وامام الامكانات المحدودة التي
فرضتها سيانعة الحكومة التركية ام يتح للرعيل الاول من ادباء هذه البلاد الذين نشأوا في ظل
الامبراطورية ان يصيبوا قسطا كبيرا من التعليم . فظلوا يدورون في دائرة علوم النحو والفقه
قراءة وتأليفا . شرحا واختصارا دونما ابتكار أى اصالة , مثلهم في ذلك مثل اندادهم في البلاد
العربية الاخرى .ما عدا مصر ولبنان الى حد ما . وهكذا تجمدت الوان الحياة الثقافية الى حد
كبير على بعض الموروث من العلوم اللغوية والشرعية ؛ فكانت تعقد لها الحلقات الصغيرة
والمجالس في مساجد المدن الكبرى وبخاصة في المسجد. الاقصى في بيت المقدس » وفي جامع
الجزار في عكا .
وتكتمل صورة الحياة الثقافية المتقهقرة في فلسطين اذا اخذنا بعين الاغتبار ضعف صلتها
الثقافية بالعالم الخارجي : فقد كانت « طوال القرن الماضي منقطعة أو كالمنقطعة ,(*) ,
بخلاف لبنان ومصر ؛ اذ لم تكن تتاح الفرصة الا لقلة من ذوي الثراء يوجهون ابناءهم في دللب
العلم واستكمال الدراسة الى بيروت او طرابلس الشام حيث المدارس السلطانية ( الثانوية ) »
او الى الاستانة حيث المدارس الثانوية والعالية المختلفة . او الى مصر للمجاورة في الازهر
الشريف بخاصة . وقليلون جدا كانوا يؤمون بعض دور العلم في اورويا ٠ ويخاصة في فرنسا .
ومن الجدير بالذكر انه لم يكن لهؤلاء اثر كبير في حياة بلادهم الثقافية او نهّضتها العامة , الا
أنهم لم يكونوا يعودون للحياة اوللعمل فيها , لاحساسهم بانها تضيق عن امكاناتهم وثقافتهم ,
فسرعان ما كان من يعودون منهم الى بلاذهم يحسون بالغرية ويالاختناق الثقافي والاجتماعي في
بيئاتهم المتخلفة الى حد الجمود ٠ فيهجرونها الى بلد آخر داخل الامتراطورية اوخازجها ليجدوا
المناخ الثقافي واجواء الحياة الأكثر مناسبة » يساعدهم على ذلك كون الاقطار الداخلية مفتوحة
الحدود ضَمِنْ امبراطورية واحدة وتخضع لحكم مركزي موحد . اما اولئك الذينْ كانوا يُعودون
الى مدنهم ويلادهم حتى في مطالع القرن العشرين » فقد كانوا ٠ بحكم طبيعة ثقافتهم وتحصيلهم
العلمي بقية من قديم وليسوا بداية لجديد . حفظوا اطرافا من التراث التليد , ولكنهم. لم
15 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 104
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10631 (4 views)