شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 145)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 145)
- المحتوى
-
التقدمية الثورية المنظمة الفلسطينية . ففى ظل هذا
الواقع المعقد وفي ظل الهجرة اليهودية المكثقة الى
أفلسطين كانت الولادة الاولى للحركة الشيوعية في
فلسطين : فكما يقول الاستاذ سمارة : ٠ لم تنشأ
الحركة الشيوعية في فلسطين نتيجة أنشقاق عن حزب
اشتراكي ٠ وذلك انسجاماً مع الانشقاق الذي
شهدته الحركة الشيوعية العالمية بعد التدهور الذي
أصاب ٠ الاممية الثانية ٠» ؛ ويعد نجاح ثورة اكتوير
سنة ١911 كما هي حال الاحزاب الشيوعية في
فرنسا وفي ايطاليا مثلإ . ولم تنشأ هذه الحركة نتيجة
تجمع عدد من الاحزاب الشيوعية في الولايات المتحدة
وبريطانيا والصين . كما لم تنشأ عن تطور شرائح
معينة في صقوف الحركة الوطنية الفلسطينية يؤدي
بها الى الاستقلال فالإنفصال . كذلك من غير الممكن
مقارنتها مع الحركات الشيوعية التي ظهرت في اطار
مشاريع كولونيالية مشابهة كما في الجزائر وجنوب
افريقيا . ففي فلسطين لم يقف المشروع الكولونيالي
عند حدود استغلال موارد البلاد وقواها العاملة .ولا
عند محاولة تغيير الانتماء القومي للسكان
الاصليين , بل تعدى ذلك الى تفريم الارض من
سكانها لاقامة كيان بديل . له دور رتيسي في عملية
السيطرة العامة على المنطقة ( ص 44 ) .
ويتوقف المؤلف قليااٌ عند هذه النقطة محللا
خصائص تكون الحركة الشيوعية في فلسطين ومشيرأ
الى« أن نشأة الحركة الوء فلسطين لم تأت عبر
تطور حدث في اطار الحركة القومية العربية كي تكون
ولادتها طبيعية مع شروط الصراع ٠ بل جاءت عبر
تطور حدث في أطار التجمع اليهودي ؛ تقل بعض
الشرائح فيه من موضوعة ٠ الوطن القومي
اليهودي » الى موضوعة «٠ الصهيونية البروليتارية »
التي تأسست على ارضية المشروع الكولوتيالي
نفسه . ان اليسار الصهيوني الذي جاء كنتيجة لهذا
التطور لم يهدف الى حل المسألة اليهودية حلا
« قومياً » فقط , بل اضاف اليه حله ٠ الاشتراكي »
دون ان يضع في حسابه أي دور للجماهير العربية »
مما جعله في موقع التناقض المباشر مع مصالح هذه
الجماهير » ( ص 44 - 150 ) .
ويتناول الكاتب مسألة نشوء الحركة العمالية
اليهودية والمستجدات والتغيرات التي طرأت على
اليسار الصهيونى ف اوائل القرن العشرين , ان
يقترب من حقيقة الامور عندما يخلص الى استتتاجه
حول التمايز بين الحركة الاشتراكية اليهودية وبين
اليسار الصهيوني « ان يسار الحركة الصهيونية أو
الصهيونية العمالية لم ينشأ من المجموعات
الاشتراكية التي ادى بها تطورها الذاتي الى تأكيد
تناقضها مع الحل الصهيونى . بل ان هذا اليسار قد
نشأ من هذا التناقض . الذى عكس نفسه داخل
الحركة الصهيونية فخلق تياراً اشتراكياً وآخر
صهيونيا تمايزا على أرضية واحدة هي الحل
الصهيوني ( ص'5: ) . ١
في الواقع ان ما يسمى بيسار الحركة الصهيونية
من داخل الفكرة الصهيونية . فالصهيونية منذ
نشأتها وضعت نفسها في موقع النقيض للاشتراكية .
فقد صدر عن المنظمة الصهيونية في روسيا القيصرية
قبل ثورة اكتوبر بيان جاء فيه : « الاشتراكية هي
الدمار والانحلال والعداوة ٠ والصهيونية هي
السلام ك
ان الاشتراكية وضعت الصهيونية على
مفترق طرق... فالاشتراكية والصهيونية لا يعتبران
قطبان متنافران وحسب ٠ بل عتصران كل منهما
ينقى الاخر تماماً »# . فالمضمون الاساسى
الصهيونية يتمل في عدائها للاشتراكية العلمية
كايديولوجية وممارسة .
بيد انها عندما رأت في اوائل هذا القرن ان القسم
الاكبر من البروليتاريا اليهودية بدأ ينخرط ويساهم
بنشاط في الاحزاب الاشتراكية ويالذات في روسيا
ويولونيا . وفرتسا وسواهم ٠ قامت بتغيير تكتيكها
فاعتمدت اسلوب ٠ البلوراليزم » التعددية التنظيمية
والسياسية واستحدثت بعض الاحزاب العمالية
الصهيونية متسترة بعبارات اشتراكية . وكان أهم
الاحزاب الذي تمكن من استقطاب قسم من العمال
اليهود هو حزب ٠ يوعالي تسيون » ( عمال صهيون )
الذي تاسس في مدينة مينسك عام 11١9 , وتمكن
عبر اتصاله بكافة التجمعات اليهودية الاساسية في
أوروبا والولايات المتحدة الأميركية ان يحمل صفة
دولية اذ ضم تحت لوائه العديد من التنظيمات
العمالية الصهيونية في العالم وكان يشترط على
الراغب في الانضمام أله دقع ٠ الشاكل » والتقيد
بالبرنامج الداخلي للمنظمة الصهيونية العالمية
اما المجموعات العمالية اليهودية الاشتراكية
الاخرى » فكانت تتخبط بين الحل الاشتراكي
راجع يفسييف/٠ الفاشية تحت النجمة الزرقاء, .
موسحو ١919: - اص ١75 بالروسنية
145 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 104
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6868 (5 views)