شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 155)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 155)
- المحتوى
-
والتيارات القومية , على البحث عن طريق آخر .
ثم جاءت هزيمة حزيران لتقضي نهائياً على مقولة
الذوبان الفلسطيني الكامل ف العروبة واغفال
الخصوصية الفلسطيتية . وكان على الشعيبى .
الذي لم تفته هذه الملاحظة , أن يعمقها اكثر . وأن
يتوقف عندها بدل ان يمر بها مرورأ عايراً.
الملاحظة الرابعة : ويستنتج القارىء العادي
من هذا الكتاب الغنى بالمعلومات . أن الانظمة
العربية الاقليمية لم تكن تتذكر القومية العربية
والوحدة إلا حين يختص الامر بالمسألة الفلسطينية .
فقد جاء في قرارات مؤتمر اريحا ما يلي : « لا يمكن
للبلاد العربية أن تقاوم الاخطار التي تجابهها
فلسطين الا بالوحدة القومية الشاملة . ويجب اليدء
بتوحيد فلسطين مع شرق الاردن مقدمة لوحدة عربية
حقيقية » (!) وقد رصد الشعيبي هذه المسألة دون
تعمق كاف ؛ ففي الصفحة 75 . وفي الصفحة
١ ء نقراً شرح حازم نسيبة » وزير الخارجية
الاردني عام 1575 + حين يرفض يأ من مطالب
منظمة التحريرء ميرراً ذلك بضرورة «٠ الانصهار
البشري والقومي ٠ ( لاحظ كلمة القومي ) . ولا
يتذكر وصفي التل الوحدة العربية الا حين يهاجم
الدعوة إلى دولة قلسطينية كان يتم الترويج لها في
الضفة القربية . فنراه يؤكد في البيان الذي القاه امام
مجلس النواب الاردني » بعد ثلاثة اشهر من احداث
ايلول . على رفض الارذن لمشروع الدولة
الفلسطينية , لأنه ضرية لمعنى الوحدة المقدسة ( هَنْ
5 ) . ويأتي التلهوني ليدلي بدلوه ويبين حرصه
على وحدة فلسطين والاردن (!؟) ٠ فيعتبر في مؤتمر
قمة الجزائر أن الامة العربية بأسرها مسؤولة عن
تمثيل الشعب الفلسطيني . ونحن لا نعترض هنا على
المضمون , وانما على المصدر والغاية .
الملاحظة الخامسة : ان السؤال البالغ الاهمية
الذي طرحه الفلسطينيون في حركة القوميين العرب هو
مفتاح اساسي لهذه المسألة . وهو : ما هو الدور
الخاص بالفلسطينيين في تطاق التزامهم بالحمل
القومى الشامل ؟
ويذكر السعيبي أن هذا السؤّال طرح نفسه بحدة
بعد قيام دولة الوحدة بين مصر وسوريا
إن أهمية الدور الذي لعيه فشل الوحدة بين مصر
وسوريا ٠ ثم هزيمة الحركة القومية العربية بقيادة
عبد الناصر في العام 1537 , يشكلان محطتين
تاريخيتين اساسيتين في فهم تحول الوعي الكياني
الفلسطيني من مجرد ارهاصات تتراكم الى ماهية
وكيف واضحين أن رصد هذه الظاهرة لم يغب عن
صفحات كتاب الشعيبي الذي وصفها قائلاً : « وقد
جاء تخلي الفلسطينيين عن حركتهم' الوطنية
الخاصة , ومؤسساتهم السياسية , متزامناً مع
الصعود العارم الذي شهدته الحركة القومية » ( ص
؟5 ) ليشير بعد ذلك الى الشعار الذى ساد تلك
المرحلة :« الوحدة طريق العودة » . لكن الشعيبي له
يذهب الى آخر المطاف ليقول ان تراجع الحركة
القومية العربية عبر الانفصال , ثم عبر هزيمة
حزيران ٠ ادى بطريقة او بأخرى الى انبعاث الشعور
« بالفلسطنة » ووعي الخصوصية والهوية
الفلسطينية وترسيخ فكرة الكيان . قاذا كان
الفلسطينيون قد انصرقوا عن هويتهم ليفرقوا في المد
العروبي ٠ فان انحسار هذا المد قد أنضج الظروف
الموضوعية للارتداد نحو إلذات .
وهنا نلاحظ مسألة غامضة حاءت عبر قول
الشعيبي : ان الشعور بالكيانية الفلسطينية قد خفت
في تلك الفترة ( 19317 157١ ). ولكن الحقائق
تدلنا على أن رفع شعار ٠ الدولة الفلسطينية
الديموقراطية » واللغط والجدل والنقاش الحاد الذي
تعرض له , دليل على ان هذا الوغى بالكيانية غير
المغلقة لم يخب ولم يتقهقر . بل ان طرح شعان :
٠ تحرير فلسطين من النهر الى البحر + في تلك الفترة
نفسها . التي اعتبر الشعيبي ان الحس الكياني قد
ضمر فيها.إنما هو دليل آخر على عدم تقلص وتقهقر
الوعي الكياني . فالشعار الاول واضح . والشعار
الثاني بلغ درجة تحديد حدود وموقع هذه الدولة :
« من الثهر الى اليحر » .
والدليل على خطورة و أهمية طرح الدولة
الديموقراطية كحل في تلك الفترة التى اطلق عليها
الشعيبي اسم ٠ غيبة الوعي الكياني » . هى ذلك
الجدل الذي اثاره هذا الشعار بين فصائل المقاومة
نفسها . فها هي جبهة التحرير العربية تنتقد هذا
الشعار عام 14575 , قائلة في كتاب بعنوان « الطريق
القومي لتحرير فلسطين» الصادر عن دار الطليعة في
نيسان 19170 : «... كلما تقدمت الجهود الرامية الى
تصفية القضية الفلسطينية على طريق تنفيذ قرار
مجلس الامن ٠ ارتفع الحديث بين اوساط رجعية
واستعمارية عن ضرورة تطبيق شعار الدولة - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 104
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10632 (4 views)