شؤون فلسطينية : عدد 105 (ص 93)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 105 (ص 93)
- المحتوى
-
استقالته التي تحولت بسرعة الى عملية انشقاق باول خيبة أمل ناجمة عن ضآلة عدد العناصر
التي التحقت به , اذ لم يتجاوز عدد الذين انضموا اليه مئة عنصر ما لبث البعض منهم ان
انسحب بحكم انتمائه لحزب مباي ٠ في الوقت الذي كان يقف فيه الى جانبه اثناء صراعه مع
مركز الهجناه المئات من عناصر فرع القدس!5"). ومما زادخطورة خيبة املهءالمشكلة المالية التي
واجهت المسؤولين عن التنظيم الوليد » خصوصاً ؛ أن معظمهم من ابناء الشريحة العمالية .كما
ان زعيمهم كان مقاول بناء » فكانوا لا يملكون شيئاً يقدمونه لمنظمتهم .
الا ان خيبة الامل الكبرى نجمت عن غياب اي دعم جماهيري لحركته . فقد راهن تهومي
على تلقي المساعدة والدعم من الأوساط « المدنية » * » لكنه لم يجد عند هذه الاوساط سوى
النصائح (*") . ويعود السبب في تخليها عنه لتطور العلاقة بينها وبين الحركة العمالية , وتوصل
الطرفين الى اتفاق حول مبدأ « المناصفة » في ادارة الهجناه وتوجيهها. ففى اعقاب انشقاق
تهومي ٠ وكنتيجة له , ولاحتدام المعركة داخل اليشوف اليهودي بين اليمين واليسار ,
وضغوطات الاوساط « المدنية » غير التابعة للهستدروت , اقدمت اللجنة التنفيذية للهستدوت
على اتخاذ خطوة يتم بموجبها اشراك الوكالة اليهودية « واللجنة القومية » في الاشراف على
منظمة الهجناه . وكذلك اشراك الاوساط المدنية « مناصفة » مع الهستدروت في قيادة الهجناه.
وبناء على ذلك تم في صيف ذلك العام تشكيل قيادة من ستة افراد , ثلاثة عن الهستذروت ,هم :
الياهو جولب ودوف هوز ومئير روتنبرغ »٠:وثلاثة عن الاوساط «١ المدنية » هم : دوف جيفن
ويسسخار سيكثوف , سعاديا شوشاني37) .
ومن الجدير بالملاحظة ,. ان انشقاق تهومي وجماعته عن الهجناه كان .له دور كبير في
توصل الطرفين الى هذا الاتفاق ..ان استغل « المدنيون » في صراعهم مع الحركة العمالية ».حول
النفوذ على منظمة الهجناه , « المنظمة ب » المنشقة عنها » كورقة ضغط للحصول على مزيد من
المكاسب7") , في" الوقت الذي شكلت فيه المنظمة المنشقة ضوءاً احمر » بالنسبة للحركة
العمالية , دفعها لتسريع تحقيق مبدأ « المناصفة » واضفاء صفة الشمولية على الهجناه ؛ في
محاولة منها لعدم اعطاء تبرير. لظهون منظمة اخرى ٠ وتوفير امكانية . استيعاب افراد
التنظيمات , في حال وجودها ٠ باعتبارها منظمة لمجموع اليشوف .
وهكذا وجد تهومي نفسه . نتيجة استخدام الاطراف لحركته كساحة مناورات في
صراعاتها , صفر اليدين . وف الواقع » شكلت « الهجناه ب » ٠ منذ تأسيسها وحتى ايامها
الاخيرة . بالنسبة للاطراف المختلفة . ساحة مناورات ٠ للتيارات الرئيسية المتصارعة داخَل
اليشوف اليهودي ٠ حيث درج كل طرف على استخدامها لاغراضه الخاصة , ولم يكن هذا
الواقع لغير صالح تهومى دائما . فقد ادرك مع مرور الوقت عناصر اللعبة وتباين مرامي كل
منها » وعرف كيف يستخدم ذلك لمصلحته واطالة حياة منظمته . بعد خذلان « المدنيين » له ,
توجه تهومي ؛» في صيف 117١ » الى بازل لحضور المؤتمر الصهيوني السابع عشر . ليجرب
حظه عند قادة الصهيونيين العامين في الخارج ؛ ولكنه اخفق في مهمته , فالصهيونيون العامون
* الصهيونيون العامون والمزراحي والشرائح البرجوازية .
17 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 105
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39366 (2 views)