شؤون فلسطينية : عدد 105 (ص 115)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 105 (ص 115)
- المحتوى
-
فالشاعر محام قانوني ٠ وضع كتابه « الانتداب الفلسطيني باطل ومحال » ٠ وهو من
البداية » بل من اول خطوة يقدر نهاية الطريق ٠ ويتحقق « ما وراء الاكمة » فيقدم استشارته
خالصة » وفي وقت مبكر . محذرا ومذكرا قبل الا تنفع الذكرى . ونحن نستشف الاخلاص في
دعوته كما نستشف قوة القانون وروحه في لغته ولهجته وهو في كليهما رصين صارم ٠ وقف
بالمرصاد لكل حركات الصهاينة يكشفها ويفضح اطماع اصحابها ونواياهم الخبيثة المبيتة .
ومنذ بداية الاحتلال برز غول الصهيونية وتجسدت اخطاره في عقر الدار . وجاءت نذر هذه
الاخطار مبكرة » تمثلت في بعثة وايزمن في ابريل ( نيسان ) ٠ ١914 التي قدمت الى البلاد قبل
اكمال احتلالها لدراسة اوضاعها وتهيئتها لحكمهم واطماعهم ولإسداء المشورة للحكم
العسكري في ذلك , وللعمل على تأليف بعض تشكيلات المسلحين لحماية مستعمراتهم , الامر
الذي استفز العرب وجعلهم يتبينون ما وراء تصريح بلفور . وكان وايزمن قد التقى في دار
الحكومة بيافا مع اعيان العرب فيها وردد امامهم , « على الناعم » . اطماع الصهيونية في
فلسطين كوطن قومي يعودون اليه بشوق عظيم . فقال البستاني قصيدته ٠ الخطبة الخرساء »
بتاريخ 4/ ١918/5 في وصف ذلك الاجتماع الرسمي ؛ وسميت بذلك « لآن الزعيم الصهيوني
سكت ٠ واطرق » ولم يفه بكلمة عندما سأله المؤلف : ما المراد باللفظتين الانكليزيتين ؟
( ترجمتهما الوطن القومي ) تعريفا وتحديدا به » وكان الزعيم قد اصر أن يكون المؤلف المترجم
لبيانه »6 وفي ختام القصيدة يقول :
اذا هيت الانواء فالهطل هطلنا
وعدوا النصارى مسلمسين أو اعكسوا
وليس ليروى الارض منكم رشاشها
يهولكم الهندي ان جاش جأشها
الى النار نار البييت والبيت بيتنا تريدونه عشواً وانتم فراشها("0)
ويعد انتهاء الحرب التي ظل الصهيونيون يعملون خلالها كالمناجذ تحت وجه الارض ,
دخلت الحركة الصهيونية فترة الانتداب البريطاني مجهزة بالجهاز الاداري وبالقاعدة التربوية ,
اذ انشأت المنظمة: الصهيونية الدائرة التريوية للاشراف على المدارس اليهودية وتولي شؤونها ,
والترزمت كلها بطابع موحد يهدف الى هدفين هما : شيوع الروح اليهودية في جميع الموضوعات ٠»
والتركيز على الناحية العملية وتقدير العمل اليدوي واحترامه . واعتمدت المنظمة الصهيونية
التعليم وسيلة فعالة لترسيخ قواعد الوطن القومي من الناحية الفكرية والثقافية والعلمية ,
فعملت مؤسساتها التعليمية على نشر اللغة العبرية والثقافة اليهودية. ولقيت هذه المؤسسات »2
منذ البداية .كل اهتمامها وعنايتها . وكان للجامعة العبرية في القدس ومعهد الهندسة التطبيقية
( التخنيون ) في حيفا » دور أساسي في توطيد دعائم هذا الوطن ويناء قواعد الدولة من
الناحيتين الفكرية والعلمية والعملية الصناعية . وفي يوم ١114/1/75 وضع الصهيونيون , في
احتفال كبير » اثني عشر حجرا ( عدد الاسباط ) اساسا للجامعة العبرية في القدس ووضع كل
من مطران الانجليز ( مكنس ) ومفتي القدس ( الشيخ كامل الحسيني ) حجرا ٠ مما أغاظ
البستاني وأثار حفيظته ٠ فوجه سوال جارحاً الى المفتي فيه فطنة وذكاء بمقدار ما فيه من اثارة
وتوعية على حقيقة الخطر الذي ستشتعل ناره يوما لتحدق بالوطن كله ٠ يقول في سؤاله :
11 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 105
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 5118 (6 views)