شؤون فلسطينية : عدد 105 (ص 184)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 105 (ص 184)
- المحتوى
-
أكثر من هذا » إن لجوء الولايات المتحدة متأخرة في
نظر « حلفائها » الى الخيار العسكري إنما يوُكد
شعورها بأنها لا تملك خيارات أخرى للتأثير على
مجريات الأمور في المنطقة كتلك الخيارات التى يملكها
الاتحاد السوفياتى ٠ والتى تملكها « القوى المعادية
للمصالح الأميركية في المنطقة » على اختلاف الوانها
وظلالها » من الشيوعيين الى « الخمينيين »
إذن فنحن أمام معادلة بسيطة: بالفغل 056
تعقد الواقع الذي تعير عنة ل وشي أن الولايات
المتحدة قد وجدت نفسها أمام « الخيار العسكري »
بلا خيارات أخرىٍ فهي لم تستطع أن تفرض ٍ »من
أساسه على اخيار 2 المفاوضات المباشرة «6 91
الأسلوب السلمي ) ٠ وهي أيضاً لم تستطع ان تنال
ثقة وتصديق الاطراف الحليفة لها . في المنطقة
وخارجها + في كيفية مواجهتها للتطورات الهادة .
ويواسطة خيارات غير ,» الخيار العسكري « ان
تحافظ على النظم والاؤْضاع التي تضمن استمرار
« مصالحها » ؛ ؤايران خبر مثل على ذلك
ويصبح الطرف الآخر , الخفي , من المعادلة أن
الولايات المتحدة تريد ٠ من خلال « الخيار
العسكري » , لا أن تواجه الاتحاد السوفياتي في
منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي »٠ انما تريد ان
تفرض بالقوة العسكرية ( ريما بمجرد وجود هذه
القوة العسكرية دون استخدامها » وريما باستخدام
هذه القوة ؤ فعلياً ) نظام كامب ديفيد للسلام على
الاطراف التى تقبله سلمياً » أو التى عجزت لاسباب
داخلية عن قبوله .
يعني هذا » بتعبير أكثر مباشرة » أن « الخيار
العسكري » الذي تمثله الاستراتيجية الاميركية
الجديدة في الشرق الأوسط واداتها ( قوة التدخل
السريع ) موجه » في في الأساس . ضد القوى الكامنة
في المنطقة التي تعتبرها الولايات المتحدة قوى غير
مواتية لمصالحها . وبهذا المعنى لا يكون 0 الخيار
العسكري » سوى عودة إلى سياسة فرض النظما
السياسية الاقتصادية الاجتماعية التى تخدم
المصالح الخارجية , بمواجهة . ضد القوى الداخلية
التى لا تتطايق مصالحها مع تلك المصالح الخارجية. .
إذن فالمواجهة ليست مع الاتحاد السوفياتي ٠ انما
هي مواجهة مع القوى المحلية التي يمكن ان« تهدد »
المصالح الأميركية والمصالح المرتبطة. بها... اي مع
شعوب المنطقة وقواها الثورية والتحررية .
قد تتطئب هذه المواجهة اثارة حروب « ذرائعية »
في المنطقة تتمكن خلالها « قوة التدخل السريع »
أداء دورها في تثبيت نظم ٠ وحماية حكومات ٠» اى
العمل لاسقاط نظم والتأمر على حكومات ؛ ولكن هذا
لا ينفي الطابع الأساسي للاستراتيجية الأميركية في
توجهها الجديد في المنطقة ؛ وهى التوجه لمنع تكراز
ثورة 5 ايران» ويخاصة حيث تسود اوضاع شبيهة بتلك
التي أدت الى ثورة ايران ٠ والى سقوط الشاه . ومن
هنا المفهوم القائل ان قوة التدخل السريع هي « قوة
رادعة » اكثر منها قوة للتقلب على الخطر بعد
وقوعه . ومن هنا أيضاً القول بأن الأهداف الرئيسية
لتقسيم العمل بين أطراف « كامب ديفيد الثلاثة -
الولايات المتحدة واسرائيل ومصر « هي الحيلولة
دون انتشار الخمينية » ودون تقدم الشيوعية في
اعقايها » . ش
ولهذا فإن كل « حليف » للولايات المتحدة ٠ في
المنطقة , تقاس درجة تأييده للاستراتيجية الاميركية
الجديدة وحماسه للاشتراك فيها بدرجة حاجته إلى
وقف «١ الخطر الداخي » ( سواء سُمَّىّ هذا الخطر
خمينية أو شيوعية ) . ولهذا يبدو نظام السادات في
المقدمة , تليه اسرائيل التي تبدي حرصاً مطلقاً على
ان تصور للرأي العام العالمي ( الاميركي بخاصة )
أن الشورة الفلسطينية وهدفها اى الدولة
الفلسطينية المستقلة هما الخطر الخمينى
والشيوعي معاً . ويقل بعد ذلك - حماس ( نظم )
أخرى في المنطقة لأنها تشعر بأن الوجود العسكري
الاميركي - بحجمه وحدوده يقرب الخطر أكثر مما
'يبعده . ومع ذلك فإن ما يجمع بين المتحمسين
للاستراتيجية الأميركية الجديدة والأقل حماسا ألها ,
وهي ان الخطر الوشيك هو خطر الثورة » وان الخطر
الآجل هو خطر الصهيونية . وهي الفرضية نفسها
التى تأسست عليها سياسة نظام أنور السادات بعد
ففتحت الطريق في أواخر العام نفسه امام زيارة
ع القدس 8 ثم اتقاقات 0 كامب. ديفيد « فمعاهدة
.واشنطن المصرية
الاسرائيلية . وأخيراً
« المناورات المشتركة » ضد الخطر المشترك . ضد '
0 ”5
سمير كرم ..
اا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 105
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10279 (4 views)