شؤون فلسطينية : عدد 106 (ص 5)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 106 (ص 5)
- المحتوى
-
لتغيير هذا الامر الواقع؛ ؛ وتعبر, وهي تنمو, ٠ مرحلة تلو أخرى حتى تبلغ مداها وتحقق
أهدافها وتستقر ببناء واقع جديد.
إن هذا التحديد يعنى أن أنطلاق الثورة يقتضي موقفاً رافضاً ولكن نموها لا يتحقق
إلا بإرادة الفعل التي تتجسد في عمل يُغيِرَ ويوجد حقائق جديدة فيوصف بأنه عمل ثوري ولا
يكتمل أنتصار الثورة إلا بتشوف المستقبل وبناء الواقع الجديد المطلوب .
والثورة ٠ بالنظرة الشاملة لها , تعتمد الكفاح المسلح منطلقاً تنطلق منه إلى عمل ثوري
شامل ؛ في شتى مجالات حياة المجتمع وحياة الفرد . يعزز الكفاح المسلح ويتكامل معه .
ويتضمن هذا العمل انشطة فكرية وإجتماعية واقتصادية وثقافية وإعلامية وفنية ورياضية
وصحية ؛ كما يتضمن عملا سياسياً يحكم ذلك كله ويوظفه لبلوغ أهداف الثورة .
العمل الثوري إذن كل متكامل . لا دقوم الكفاح المسلح فيه بدوره الا إذا سائدته
الانشطة الاخرى وحكمه العمل السياسي . ومن المعلوم أن الفرد المقاتل في الصف الاول ,
يحتاج إلى عدد من الافراد يتكاملون معه كي يقوم بواجب القتال . وهذا ما يفسر كيف أن بروز
فكرة الكفاح المسلح سرعان ما توصلٍ إلى الاعتقاد بضرورةٍ ة بناء الموسسات الاخرى اللازمة
لاستمرار الكفاح المسلح صحية كانت أو إجتماعية أو ثقافية أو إقتصادية أو إعلامية أوفنية .
وهكذا تتفجر الثورة حياة نايضة فى جميع أطراف < جسم المجتمع وتمثل الولادة الجديدة .
هذا ذا التكامل في العمل الثوري يجب أن يقترن بتحقيق التوازن بين جوانب نشاطاته المختلفة
كي يحقق هدفه. وهنا تبرز قدرة القيادة الثورية التي تحرص . من خلال نظرتهأ الشاملة “على
تحقيق التكامل في العمل الثوري وتتقن , من خلال ادراكها لمتطلبات العمل تحقيقٌ التوازن
المطلوب :.ومن الواضح إن الأخلال بهذا التوازن يسيء إلى العمل ويعرقل نجاحه ؛ ومن
الواضح أدضاً أن ا المسلح يبقى محور العمل الثوري وواسطة. العقد فيه . وهناك
علاقة جدلية تقوم بينه وبين النضال السنياسي ينبغي ادراكها ٠ ومن ثم يجب الانتباه إلى عنصر
التوقيت ٠ في التحرك بينهما . لكي يوصل التوازن ن إلى القناخم الذي يحقق وحدة العمل
الثوري ؛ تماماً كما هو عليه الحال في التأليف الموسيقى
إن النضال السياسي قادر على توظيف نتائج الكفاح المسلح , كما أنه يمهد لتصعيده
بتهيئة المناخ الصالح لذلك . ولن يثمز العمل السياسي » مهما كثفنا الجهود فيه ٠ إن لم
ينظلق من قاعدة الكفاح المسلح الصلبة . ولن يكون مردود العمل السياسي متناسياً مع الجهد
الذي بذل فيه . إذا تم في وقت كان ثقل الثورة العسكري فيه ضعيفاً . ن غياب الهدف
السياسي عن أي عمل عسكري قد يوصل إلى نتائج سلبية ولح يجدي الفشاط الأعلامي مهما
أتقنا فن الإعلام إذا لم يكن منطلقاً من قوة قائمة ٠ وهو ضروري للغاية لنمو هذه القوة , حين
تقوم . ْ
آن علينا » في وقفة التأمل والمحاسبة ٠ أن نعتمد النظرة الشاملة في رؤية الثورة والعمل
الثوري . كي نعمق مفهومنا لهما » وننجو من أخطار إعتماد النظرة الجزئية » ونمكن الثورة من
الانتصار من خلال عمل ثوري متكامل متناغم . - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 106
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22204 (3 views)