شؤون فلسطينية : عدد 106 (ص 7)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 106 (ص 7)
- المحتوى
-
وتلفت النظر العلاقة التي تقوم بين مجتمع يفكر .من خلال مؤسساته . ومجتمع ينتقد
وجود هذه المؤسسات ويعاني من عجز عن التفكي.. . فالعلاقة التي تقوم تذكرنا بالعلاقة بين قطب
موجب وآخر سالب ؛: حيث لا بد أن يتدفق التيارمن الآول إلى الاخر . ونوجز القول : إن قوة
مجتمع ما انما تتجسد ٠ في النهاية . بما لدى هذا المجتمع من قدرة على التفكير ٠ ومن
مؤسسات تنظم صنع هذه القدرة وتمكن من حشد طاقات المجتمع وتوظيفها في عملية
التعامل مع المجتمعات الاخرى . وإن ما يصدق على المجتمعات . في هذا الصدد . يصدق على
الأفراد . فالفرد الذي يفكر بطريةة علمية صحيحة هو فرد قوي قادر . وهو في علاقته مع مثيله
ند ؛ وفي علاقته مع آخر لا يفكر متفوق وقائد .
لا بد لنا ان نشير هنا إلى الصلة الوثيقة القائمة بين عملية التفكير ومناخ الحرية
ويتيح للزهور أن
إن تعطيل الفكر عن القيام بدوره .سواء. على صعيد الفرد أو على صعيد المجتمع يورث
مصائب ورزايا ٠ من بينها انعدام الثقة بالنفس والعجز عن الفعل والعيش ف أو هام
أخطار غامضة . والرزوح تحت نير عقدة الاضطهاد وفقدان القدرة على التعليل وعلى
الردط بين السديب والنتيحة ٠ وردط الظواهر بعضها يالبعض الاخر ٠ واللجوء إلى
الاطلاق وإصدار الاحكام العامة . ويمكننا أن نورد أمثلة كثيرة على كل ظاهرة من هذه
الظواهر :
يلفت نظرنا عند الافراد الذين عطلوا فكرهم خوفهم من الاإتصال بالعالم الخارجي .
وتصورهم أن كل من تجاوز مجتمعه واتصل ٠ أو فرض عليه الاتصال ٠ فإنه واقع لا محالة في
برائن اجهزة خفية . وعجزهم عن طرح أية أفكار ومبادرات ٠ فإن طرحت عليهم فكرة أو مبادرة
جابهوها برد فعل يبقى أسير الشك والانفعال . وحديثهم المستمر عن موامرات تحاك دون
تحديد لطبيعة هذه المؤامرات ولتفاصيلها ولكيفية مواجهتها . واعتقادهم أنهم هدرف لاضطهاد
دائم هو السبب فيما يواجههم من فشل وما يعتريهم من عجز . وأعتمادهم الاحكام العامة
والشعارات المطلقة دون بذل الجهد الفكري في تحليل الظواهر والوصول إلى نتائج محددة .
ما زالت الحياة السياسية . في وطننا العربي . تعاني . إلى حد ليس بالقليل . من غياب
الفكر عنها الأمر الذي يتي لهذه العلل أ ن تظهر على سطحها . الناس فيها يصنفون تصنيفات
عامة حسب المكان ٠ أو المعتقد :أو الحرفة دون تعمق . والاحداث تنسب لقوة خارجية كانت
وراء صنعها. مي » دائماً اقوة غامضة خارقة . والافراد ينظر إليهم كضحايا شهلة الاقتناص
سرغان :اما تقع في احابيل القوى الخارجية ٠ أن كانوا من العرب . وينظر اليهم كشياطين لهم
قدرات الجن . إن كانوا من أجناس أخرى . وحين نفكر في مسؤولية استمرار وجود هذه العلل
نجد أ 3 السلطةأساهمت ف خلقي : وذلك بحرمانها المجتمع من مناخ صحي تترعرع فيه حرية
الفكر ؛ ونجد أن بعض رجال الفكر قد ساهموا كذلك بمسايرتهم للسلطة رغبة أو رهبة . ولعل
من أعظم ما أسهمت به الثورة الفلسطينسة . ضمن عطائها لامتها العربية . هو توفير هذا
المناخ الصحي . وإطلاق طاقات الثوار ليعبروا عن ذواتهم ويطلقوا العنان لافكارهم
3 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 106
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22205 (3 views)