شؤون فلسطينية : عدد 106 (ص 32)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 106 (ص 32)
- المحتوى
-
اعلان فشل مباحثات الحكم الذاتي ٠ حتئ لا يغضب الاعلان اميركا او يحرجها . ومن المعتقد
ان تكون هذه للبادرةمكملةللنقص الوارد في اتفاقية كامب ديفيد بفهل ستقول اورويا ما لم تستطع
اميركا قوله ؟ ان كان الرد بالايجاب » وهذا هو الارجح , فهذا يعني ان الدور الاوروبي سيكون
ذا اثر مباشر على حكومة بيفن ٠ وسبباً آخر من الاسباب التي تصب كلها في الوصول بهذه
الحكومة الى النهاية المرسومة ٠ التي ستقع قبل النهاية الطبيعية . ان صح ما نقول فاننا
نستطيع ان نفهم مغزى الجولة المكثفة والسريعة التي كلف بها اسحاق شامير وزير الخارجية الى
دول اوروبا الغربية حاملاًٌ معه وثيقتين اساسيتين : ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية » الذي
يداعي شامير بأنه يحمل في طياته المطالبة بتدمير كيان اسرائيل ٠ والبيان السياسي الختامي
لؤتمر حركة فتح الرابع ٠ الذي يتحدث بشكل مباشر عن نضال الشعب الفلسطيني لإهامة
الدولة الديمقراطية الفلسطينية ٠ التي تعني بالضرورة - كما تفهمه اسرائيل - تدميراً لها .
واعتبر شامير ان هاتين الوثيقتين من اهم ما يمكن ان يثبت أدانة منظمة التحرير الفلسطينية ,
الامر الذي سيخفف حماس اورويا تجاهها ويقلل من اندفاعها في الحديث عن الحقوق المشروعة
للشعب الفلسطيني وكذلك عن اشتراك المنظمة في اية مباحثات مقبلة تتعلق بالقضية . ولذلك فان
مهمة شامير تحمل في طياتها هجوماً معاكساً مزدوج الهدف : الاول هو ابطال اي مفعول للمبادرة
الاورويية مهما كانت التغييرات والتعديلات التي ستحدثها على اتفاقية كامب ديفيد ٠ والثاني
محاولة تعرية منظمة التحرير امام الرأي العام الرسمي الاوروبي ٠ وتحقيق كلا الهدفين يعني
الدفاع غير المعلن عن حكومة بيغن والتأكيد على انها ما زالت قادرة على ممارسة مهامها , وانها لم
تستنفد اغراضها , او ان بامكانها ان تستمر حتى نهاية مدتها الرسمية .
عندما اعلن بيغن عن موقفه وفهمه لموضوعة الحكم الذاتي»اعتبر ذلك لدى كثير من
الضحفيين الاسرائيليين فشلاً ذريعاً للتكتيك السياسي الاسرائيلي » وقد عبر عن ذلك احدهم
يقوله : «لى قدمنا تحسينات لفظية على هذا المشروع لامكن قبوله من قبل المعتدلين
الفلسطينيين » ولكن طرحه بهذا الشكل وحّد جميع الفلسطينيين بكل اتجاهاتهم المتطرفة
والمعتدلة » ولو عملنا غير هذا لامكن دق اسفين في المجتمع الفلسطيني » ترى ,هل تتبنى حكومة
المعراخ المقبلة رأي الصحفي الاسرائيلي ؟ خصوصاً وان الادارة الاسرائيلية تعمل الآن بكل
جهد من اجل تمهيد الارض لمشاريع المستقبل , ويتمثل عملها هذا في عمليات القمع والارهاب
التي تمارس على شعبنا وزعمائه ورجالاته القابضين على زمام اموره في الداخل , وتعتبر محاولات
اغتيال الشكعة وخلف والطويل حلقة في سلسلة الاجراءات التي ترى الادارة الاسرائيلية انها
ضرورية لتمرير مشاريعها ٠ ولذلك فإن السياسة الاسرائيلية المقبلة ستكون على النحو التالي :
تنازلات لفظية ٠» ولكنها تبدو جوهرية فيما يتعلق بطبيعة الحل ويما يتناسب مع سمعة المعراخ
المرن » وفي نفس الوقت تمارس مزيداً من الارهاب لتقطيع اوصال الفلسطينيين وفك الارتباط بين
الداخل والخارج . ولا ننسى في معرض سرد الظروف المناسبة لمرحلة جديدة مقبلة في المنطقة ان
نشير- الى مآساة- التضامن. العربي وعدم فعالية الصمود والتصدي بما يتناسب.مع ما توقعه
المواطن العربي منه ؛ يضاف الى كل هذا الاشغال والانهاك المستمران لقوات الثورة الفلسطينية
والحركة الوطنية اللبنانية بدءاً من المؤامرة الانعزالية وانتهاءاً بتصفية الحسابات العربية على
الارض اللبنانية ٠ مروراً بالتجاوزات والمخالفات اللامسؤولة التي تمارس يومياً .
53 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 106
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22202 (3 views)