شؤون فلسطينية : عدد 106 (ص 138)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 106 (ص 138)
- المحتوى
-
وانبرى شعراء فلسطين الشباب يمجدون روح البذل والعطاء لدى الشهداء » ويرفعون
منهم منارات للإخلاص الوطني ويشعلون من اسمائهم اقباساً نورانية للحق والبطولة . وكانت
قصيدة ابراهيم طوقان « الثلاثاء الحمراء » خير سجل لتخليد ذكرى الشهداء في سفر الشعر
الخالد » فقد صور فيها مصارعهم وروعة استشهادهم » كما صور ذلك اليوم المخضب بالدماء »
ولم يكن قد مضى اكثر من عشرة ايام على استشهادهم » وكانت النفوس لا تزال ثائرة ,
والعواطف لا تزال مضطرمة ٠ وفي حفل مدرسة النجاح الثانوية في نابلس ٠ القى الشاعر
قصيدته وذهل عن الجمهور ,. وشعر كأنما خرج من لحمه ودمه . فكان يلقي بروحه
واعصابه » فما انتهى حتى كان بكاء الناس يعلو نشيجه ثم تدفقوا خارج القاءة في هياج عظيم ,
حتى لقد قال بعضهم يومئذ : لو أن ابرا هيم القى قصيدته في بلد فيه يهود لوقع ما لا تحمد
عقباه(*") . وتحمل القصيدة . حقاً » روح القوة » وتمجد البذل والفداء » وتشحن النفوس
بروح المقاومة والعداء للمستعمر اقتداء بالشهداء , الذين سلكوا درب الشرف والخلود .
وتعتبر القصيدة درة لامعة في ديوان الشعر العربي الحديث في عصر النهضة . وقد جاءت اشبه
ما تكون بصورة مصغرة لملحمة عظيمة بروحها الحماسية وسردها الفني . فتتوهج فيها عروق
عظمة الانسان وتبله. » وتفانيه من اجل المثل الوطنية الحقة والجود في سبيلها » بالنفس . اقصى
غاية الجود . وجعلها الشاعر في ثلاثة مشاهد : مقدمة وخاتمة ويينهما صورة الساعات التلاث
الواحاً فنية ناطقة » انطق كل ساعة منها في لوحة من هذه اللوحات فقدمت صاحبها البطل من
خلالها مثلا على الاباء والحمية وصلابة النضال والاستبشار في موقف الشهادة وتفدية الوطن ,
ليكون نموذجاً للشباب يقدح في مهجهم شرارة العزم والايمان والوعي . فالساعة الثانية تقول :
انا سشاعة الرجل العنين” * انا ساعة اليأس.: الشديند
انا ساعة الموت المشرف كل ذئي: فكلل مجيند
بدالى يحطلم قيشدة رنزا لتحطيم: القيود
زاحمت من قبلي لاسبقها الى شرف الخلود*
وقداحت” في مهج الشيات شزارة العزم الوطيد
هيهات يخدع بالوعود وان يخسبدر بالعهود
قسماً بروح ( محمد ) تلقى الردى حلى الورود
“قستمتاً بأمك غند موتك وهي تهتف بالنشيسد**1 "أ
وترى العسزاء + عن ابنها في صيته الحسن البعيه
* كان من المقرر رسمياً ان يكون الشهيد عطا ثانيهم » ولكن جمجوماً حطم قيده وزاحم رفيقه على الدور حتى فاز
** كانت أم الشهيد قد غنت لابنها موالا على طريقة اهل الخليل ١ ١
وحبل المشنقة كرداتك ١ يا زينة الرجسال
والكردان: قلادة من فضة
١9 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 106
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6602 (5 views)