شؤون فلسطينية : عدد 106 (ص 157)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 106 (ص 157)
- المحتوى
-
والإكتفاء بالبحث في الاشخاص . وكرت سلسلة من الترجيحات والتوقعات .وقام « بازار » من الصيغ والتركيبات
المحتملة والمتوقعة . وكان هذا من العوامل التي أحدثت أزمة صامتة في العلاقة مع المسوولين السوريين بشكل
خاص ؛ فقد اعتبرت القيادة السورية أن ن السلطة اللبنانية لم تطرح عليها أي موضوع جدي من المواضيع الكبرى
المطروحة » وإنما اكتفي بالبحث ف في الاسماء ٠ وكأنمًا هناك لوائح كاملة لتشكيلات وزارية يراد فرضها .
وفي مطلق الأحوال , استمرت العقد والصعويات » في أكثر من مجال ٠ والآفكار التي كانت مطروحة ؛ في
البداية , بشأن تشكيل حكومة « فعاليات سياسية » ؛ كانت تبدو غير قابلة للتنفيذ . فلم يحدث ؛ على الصعيد
السياسي ٠؛ ما يجعل من الممكن قيام حكومة فاعلة يشارك فيها السيد وليد جنبلاط والشيخ أمين الجميل وممثلون
عن سائر القوى المتصارعة . ولم يحدث , في نشاط الحكم , ما يشير إلى أنه سيأخذ فعلاً بعين الإعتبار التوازن في
نسبة القوى , وإلى أنه سيواجه المشروع التقسيمي بما يلزم من التصدي العسكري والسياسي . وعندما طرخت »
في احدى جلسات القصر الجمهوري » بعد , عملية ٠ تموز » فكرة قيام الجيش الرسمي بمهماته في التصدي
للدويلة الكتائبية ٠ أجاب مسؤول كبير معني بقضايا الدفاع الوطني ٠ بأن كل ما في حيازة السلطة الشرعية , في
المناطق الخاضعة للميليشيا الكتائبية , هو <والى الآلف والخمسمئة جندي , وأن هؤلاء الجنود قد تلقوا انذاراً من
القيادة الكتائبية ألا يأتوا بما يعككر صفى ٠ الدويلة » ٠ ويالتالي فالجيش لا يستطيع أن يفعل أي شيء والمسألة
تتخطى امكانياته .. وصلاحياته . ١
وهذا المثال البسيط كان كافياً » لو توفرت الرؤية السياسية المتكاملة . لحث الحكم على التفكير في جدوى
المراهنة على « حكومة الفعاليات » ؛ في هذا الوقت الذي لم تتوفر فيه أية معالجة في العمق لآية قضية من القضايا
الكبرى المطروحة , وفي وقت لم يعد فيه للسلطة الشرعية أي علاقة مباشرة بالمناطق الخاضعة لسلطة الشيخ
يشير الجميل .
غير أن الحكم أصر , بالرغم من الاجوية الرافضة والمتحفظة ويالرغم من التساؤلات والمخاوف الكثيرة ؛ على
الخوض في تجرية إشراك الفعاليات السياسية في الحكم . بل إن الحماسة للفكرة وصلت إلى الحد الذي جعل بعض
مندوبي رئيس الجمهورية يقولون للجهات المعنية أن ن هناك تشكيلة أو تشكيلات حكومية جاهزة » ومن لا يقيل
بالاشتراك يكون قد إستبعد نفسه !
وعلى أساس هذه القكرة تمّ تكليف الرئيس تقي الدين الصلح بتأليف الحكومة الجديدة ؛ وبدأت المشاورات
بهدف حل العقد التي تعترض هذا التأليف والتي كان من المعتقد أنها عقد:شكلية وغير مهمة ومرة أخرى ٠ برزت
القضايا الكبرى المطروحة . ويرزت حدة الصراع السياسي . وفي ظروف يستحيل معها حل أية مشكلة صغيرة
دون إشراك ممثلي دول كبرى وهيئات عالمية , فإن المشاكل التي إعترضت مهمة الرئيس المكلف . والتي هي نفسها
مشاكل ما قبل التكليف ؛ لم تكن مفاجئة للمطلعين .ولم يكن مفاجتاً » أيضاً ؛ وصول الرئيس الصلح إلى حائط
مسدود بعد تلقيه أجوبة سلبية من أكثر من طرف وبعد أن تقدّم المشروع التقسيمي إلى الامام خطوات جديدة ؛
وبعد أن دخل العدو الإسرائيلي على الخط . بصورة مباشرة . من خلال أعمال القصف اللتواصلة . وتهديدات
العميل سعد حداد للقرى والمواقع التابعة لقوات الطوارىء الدولية .
وقد جاء إعتذار الرئيس المكلّف بعد الفشل في تأليف « حكومة الامر الواقع » . ليضع على بساط البحث
مجمل النظرة إلى الازمة الحكومية. . وليضع تساؤلات كبيرة حول مدى قدرة الحكم » ومدى رغبته ٠ في مواجهة
القضايا الاساسية ٠ وأبرزها قضية الدفاع عن جنوب الوطن , وعن وحدته في مواجهة المشروع الصهيوني -
الإنعزالي الذي إستفاد كثيراً من حالة المراوحة . كما إستفاد من إصرار بعض أوساط الحكم على منع عملية إعادة
بناء الجيش , وعلى مقاومة الدعوة شبه الإجماعية إلى تحسين العلاقات مع سوريا , والتنسيق مع المقاومة
الفلسطينية ..
وفي هذا الوقت كانت وقائع من نوع آخر تقوم وتترسخ في قسم من الاراضي اللبنانية » إلى درجة تتحوّل فيها
الاجراءات المتخذة إلى أمر واقع ٠ لا مردٌ له » بحسب تقدير القائمين فيه . ' ش
ويالفعل . ان الذي يتابع ما حصل في المنطقة الشرقية . خلال الاشهر الآخيرة . خصوصاً منذ تقديم
١١م - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 106
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10270 (4 views)