شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 11)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 11)
- المحتوى
-
لكن هذا لا ينفي أن هناك ثورات حولت الجيش القائم إلى جيشها الثوري الذي كانت له
اليد الطولى في حسم الموقف لصالحها. فثورة اكتوبرء 11117, الاشتراكية التي واجهت
العديد من الأعداء في الداخل والخارج: تمكنت من الانتصار النهائي بفضل الجيش
الأحمرء ذلك الجيش الذي انبثق من أرضية الجيش القيصري القديم؛ وذلك عبر
استيعابه لعشرات الالوف من جنوده وضباطه. يقول توخا تشفسكي: «ان نضج الجندي
الأحمر ووعيه لمسؤولياته على الصعيد السياسي هما وحدهما اللذان» في وسعهماء أن
يمنجاه ارادة النصر وروح التصميم والصمود التي بدونها لا يستطيع هضم الاعداد
التكنيكى والانضباط في الصف»(25).
' والدور الذي تلعبه حرب العصابات: بمجموعهاء في موّخرة العدى. من أضعافه
وتشتيته وعرقلة تحركاته. عامل مهم في الحرب الثورية. اضف إلى ذلك دورها البناء على
مدى الصراع الطويلء في تكوين جيش الثورة وبلورته, واعطاء هذا الجيش - سواءنشاً من
خلالها أو كان موجوداً وواكبها - الوقت الكافي ليشترك معها بقوة في الصراع
الاستراتيجي حتى الانتصار.
والجيشء عادة, أداة النظام القائم. فجيش النظام القمعي هو أداته القوية في قمع
الجماهير. وجيش الشعب هو حامي الوطن والمدافع عن منجزات الشعب وحارس مسيرة
تقدمه. والثورة التي تخوض صراعاً مصيرياً تحتاج إلى جيش ثوري ذي بنية قوية ومرنة
قادرة على مواكبة الثورة وخدمة أهدافها. . جيش لا يستهدف وجوده الحفاظ على أمر واقع,
وإنما لتغيير أمر واقع غير عادل إطلاقاً. وهذا يتطلب قاعدة من الجنود المحترفين والثوار في
آن معاً. فالجندي الذي لم يكن شجاعاً البارحة في الجيش القديم, يصبح في جيش الثورة
متمتعاً بشجاعة فائقة؛ وذلك بفضل ما يتميز به من وضوح في الرؤية » ومن قناعات
لقد ركز الفكر التقليدي العربي على أن تحرير فلسطين سوف يأتي عبر الجيوش
العربية, وإن على الفلسطينيين أن يساهموا في معركة التحرير بجيشهم الخاصء أي
جيش التحرير. وأيا كان نقدنا لهذا الفكر ومنطلقاته؛ فإن هناك من تبناه عربياً وفلسطينياً
اما لمصالح ذاتية واما بسبب رؤية محدودة لم تستطع أن تنفذ بفكرها إلى آقاق العمل
الثوري وامكاناته الرائعة. ففي افتتاحيتهاء يوم 21975/1١/١ تحدثت النهار قائلة:
«ما دام الفلسطينيون قد تحولواء عبر المنظمات الفدائية» إلى شبه جيوش منظمةء بدل أن
يظلوا فدائيين بالمعنى الأصيلء فماذا يمنع من حشدهم كجيش فلسطيني...,7:") فالكاتب,
هناء ينادي بتحويل العمل الفدائي الرائد للتغيير العربي» ثورياً. إلى جيش نظامي تابع
للأطر القائمة. وبالتالي يصبح النضال الفلسطيني مرهوناً بالأوضاع العربية القائمة,
وليس عاملاً أساسياً في تغييرها.
السرج بد من أن يأتوا فوقه. وهكذا أدانوا جيش التحرير د من أن يدينوا بديته
1١١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 114
- تاريخ
- مايو ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 5114 (6 views)