شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 32)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 32)
- المحتوى
-
ولا يستطيع الاستاذ جروس أن يتغاضى عن مطالبة المنظمة باقامة دولة أو تأسيس
سلطتها كحكومة. فان المنظمة؛ من الناحية الواقعية والقانونية, هي وريث الهيئة العربية
العلياء وفيما بعد حكومة عموم فلسطين. يضاف الى ذلك أنه لا يوجد مؤتمر دولي تناول
قضية الشرق الأوسطء او النزاع العربى - الاسرائيلي»دون أن يأخذ في الاعتبار موقف
المنظمة ومطالب الشعب الفلسطيني في اقامة دولته. ان المنظمة تتحاشى - عن قصد -
تسمية نفسها بحكومة057). ومع ذلكء فانها تمارس سلطات حكومية واسعة لم تمارسها
أي هيئة اقليمية من قبل.
يقول جروس ان دعوة مجلس الأمن للمنظمة كان يجب احباطها لأن ذلك كان «من
ضمن صلاحيات: وفي الواقع. من مسؤولية الأعضاء الدائمين» الذي يقع عليهم عبء
حماية المجلس من «وطأة الأغلبية المنتشرة في الجمعية العامة»١٠). ان توقعات جروس
قد منيت بالفشلء حيث يمكن القول ان عدم ممارسة الدول الأعضاء ذوي العضوية
الدائمة في المجلس للحق الذي يدعي به جروس يعتبر مؤشرا على استحداث سابقة هامة
ذات وزن قانوني مؤثر7). ان هذه السابقة تعبر في الواقع عن موقف جديد مؤاده أن
المجلس يدرك أن خدمة الأمن والسلم الدوليين تتطلب السماح للمنظمة بأن تمارس
حقوقها بالوسائل السلمية وان تعيد المنظمة ثقتها بالهيئة الدولية.
القسم السادس: النتائج القانونية
ان محاولات تشكيل حكومة منفى فلسطينية قد جرت داخل المجموعات الفلسطينية
وخارجها. والفريق الذي نادى بتأسيس مثل هذه الحكومة أيد وجهة نظره بالقول ان ذلك
سوف يعرزز من وضع المنظمة الدولي» وان بعض الدول التي لا ترى من المناسب أن
تعترف ب المنظمة» تجد الأمر أسهل عليها لو شكلت المنظمة «حكومة, في
المنفى0667). وحين سئل رئيس وزراء استرالياء مثلاء عن سبب عدم اعتراف حكومته
بالمنظمة. أجاب بأن الاعتراف «من الأمور التي تمنح عادة للحكوماتء ومنظمة التحرير لم
تشكل الآن حكومة»(0"0),
أما وجهة النظر المعارضة؛ فان مسؤولي المنظمة يقولون أن تشكيل مثل هذه
الحكومة يكون أجدى حين تقترب المنظمة من تحقيق اغراضها وتكون مسؤولية الحكومة
آنئذ هي معالجة الأوضاع في الفترة الانتقالية. وتقول وجهة النظر هذه كذلكء: ان حكومة
في المنفى تثير اشكالات خاصة بالولاء المزدوج للفلسطينيين الذين يعيشون في دول شتى.
يضاف الى ذلك أن تشكيل حكومة منفى قد يسبب احراجات معينة مع الدول المضيفة
لهذه الحكومة. ويعلن مسؤولو المنظمة ان الوقت غير مناسب لاعلان مثل هذه الحكومة؛
حيث ان الفلسطينيين ما زالوا بعيدين عن تحقيق أهدافهه(١1).
قد يبدو أن أسم «حكومة» اكثر وجاهة من اسم «المنظمة» إلا ان المعيار الأهم هو
عناصر القوة التي يستند اليها والسلطات التي تمارس. ان حكومة عموم فلسطينء كانت
«حكومة» إلا انهاء بالمقارنة مع «المنظمة». مارست القليل من الصلاحيات الحكومية ولم
ردنا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 114
- تاريخ
- مايو ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)