شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 55)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 55)
- المحتوى
-
ولما كان الاعتداء على انسان لبنان في الجنوب هو اعتداء على شرعة حقوق الانسان
وميثاق الامم المتحدة وعلى غاياته ومقاصده. فإن اسرائيل لا تجد أي ذريعة قانونية تبرر
لها اعتداءاتها هذه على السكان.
هذاء ومن مظاهر سيادة الدولة, كما مر معناء دفاعها عن كياتها وحدودها وكيان
انساتها ووحجوده ف مواجهة اعتداءات المعتدين. والدولة ف لبنان, عملا يبسياسة قوة لينان
في ضعفه الذرائعية لم تفكر يوماً في الدفاع عن جنوب لبنان تأكيداً لسيادتها عليه لأنه
لم يكن - جنوب لبنان وأنسانه يومًء قُِ قناعتها وي وعيهاء جزءأ ٠ من لبنان كوطنء بل كان
ومن الملفت للتظر: أن مفهوم المتسعمرة هذا قد استقر بدوره في لا وعي أبناء
الجنوب أنفسهم, ٠ وفي لاوعي بعض المهتمين بمشاكله. فراح هؤلاء. جميعاً, يعالجون
مشكلاته على أنها قضية قائّمة بذاتها وعلى أنها مشكلات مستعمرة مستقلة عن قضية
لبنان» لا على أنها فرع منها باعتبارها جزءاً من وطن.
وإن معالجة مشكلات الجنوب اللبناني تبدأ بمعالجة قضية لبنان الام التي هي
قضية الغاء الطائفية السياسية فيه بنقيضتها أي بالعلمنة على كل صعيد وبناء المواطنية
الواحدة للجميع على اسس المساواة والديمقراطية والعدل: لأن الوطن لا يشاد صرحه على
عدم الثقة المتبادلة ولا على العداء المتوازن» أو على التوازن في العدوانء ولا على الخوف
سواء كان متباد ل أم لاء لأن مثل هذه الاسس هي من اسباب تقويضه.
الآثار السياسية لاعتداءات اسرائيل
نلخص الآثار السياسية لاعتداءات اسرائيل على جنوب لبنان بما يلي:
أولاً: ان مصادرة المياه اللبنانية تقوي اسرائيل بشرياً إن تساعدها على تعمير
الأراضي القاحلة فيها لإسكان المهاجرين الجدد من اليهود وتوطينهم» وهذه التقوية من
شأنها ليس المزيد من اضعاف لبنان فقطء بل والمزيد من اضعاف الدول العربية أيضاًء
وذلك انطلاقاً من المعادلة المقررة بأن كل قوة تضاف إلى قوة اسرائيل تنقص من قوة
العرب, لعجز هؤلاء عن المبادرة في مضمار القوة.
ثانياً: إن استعمال اسرائيل المتصل للمياه اللبنانية عن طريق المصادرة بدون أي
مقاومة أو معارضة سكانية أو حكومية» أي بصورة هادئة ومستقرة. يشكل وسيلة من
وسائل القانون الدولي العام لتملكها عن طريق الاستعمال المتصل المستمرءأي بمرور
الزمن. وهذالحكم ينطبق أيضاً على الأرض
< ثلثاً: إن استعمال اسرائيل لياه لبنان بصورة متصلة ومستمرة بدون معارضة
يشكل صورة من صور الاعتراف الضمني أو الواقعي بهاء لأن هذا الاستعمال ينشىء بين
لبنان واسرائيل نوعاً من الاتفاق الضمني حول استعمال المياه. ومثل هذا الاتفاق لا يكون
إلا بين دولتين بينهما اعتراف متبادل. من هنا فالمقاومة والمعارضة بكافة الوسائل الرسمية
والشعبية ضرورية لحفظ المياه والأرض كمظهر من مظاهر السيادة عليهما لا العكس.
م66 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 114
- تاريخ
- مايو ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22430 (3 views)