شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 64)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 64)
- المحتوى
-
ما يبدأ التساؤلء في مرحلة لاحقة, عما يبحث عنه لدى هؤّلاء الأشخاص وعما يجمعه
بهم فيبدأ البحث عن أقرب فرصة للرحيل»(''). فمثلاً لم يكن هنالك أي قاسم مشترك
بين روبينشتاين زعيم شينوي» وهي حركة جديدة ظهرت بعد حرب 2,١517757 ويين شموئيل
تامير الذي يحتفظ لنفسه بسجل سياسي حافل يعتمد على التنقل» وفق ما تمليه مصلحته
الشخصية بين حزب وآخر؛ أو بين يادين عضو حزب مباي سابقاًء وهليفي صاحب
المبادىء اليمينية وأحد أعضاء ليكود سابقاً. ويبدو أن التناقض والتنافرء بين أعضاء
داشء كان أمراً محتمل الحدوث ويهكن التعايش معه في المرحلة الاولى» مع وجود هدف
مشترك يسعى الجميع إلى تحقيقه. الا وهو الفوز الكبير في الانتخابات. بيد أن الوضع
اختلف تماماً. مع بدء مواجهة القضايا الحقيقية والملحة التي تستوجب البحث واتخاذ
القرارات2. حيث بدأت تطفى الخلافات العميقة في الرأي بين أعضاء داش لدى بحث كل
قضية؛ محدثة صراعاً عميقاً داخل الحركة.
كذلك. فإن وضوح الرؤية في برنامج حركة داش كان من العوامل الذاتية الهامة
التي أدَّت إلى اخفاق مسيرتهاء ومن ثم إلى انحلالها. فالبرنامج» كما سبق وذكرناء لم يكن
يعيبر عن رؤية ومبادىء جديدة. وإنما كان خليطاً من الأفكار والمواقف. يحيث يمكن القول
أن شعار «التغيير» الذي حمله زعماء هذه الحركة لم يكن القصد منه احداث أي تغيير في
السياسة المعروفة بل في الأشخاصء وفي الأجهزة التنفيذية. ونتيجة لذلك: أخفقت داش,2
رغم فوزها البارز في الانتخابات. في طرح نفسها كبديل حقيقي في السلطة أو حتى كعنصر
مؤثر فكّال فيها. فانتقال السلطة لليمين. وعدم حصول داش على مقاعد كافية في
الكنيستء تحولها إلى «مؤشر الميزان» في أية عملية ائتلاف حكوميةء أضعف قوتها كحركة
سياسية مؤثرة وفعّالة. وقد اعترف يادين صراحة بذلك حينما أعلن: «عجزت عن الوصول
إلى كل ما رغبت فيه, لأن الناخب لم يمنحني تلك القوة التي أردتها. فقد أعطاني خمسة
عشر مقعداً وهذا كسب كبيرء إنما في الظروف التي كانت قائمة آنذاك [سنة ]١51/ كنا
بحاجة إلى ثمانية عشر مقعداً2(). أي أن المشاركة في السلطة كانت من الأهداف
الأساسية لدى زعماء داشء وقد خاب أملهم لدى ظهور نتائج الانتخابات العامة سنة
7 ., خصوصاً بعدما أدركوا أن ليكود بامكانه حقاً تشكيل ائتلاف حكومي بدونهم.
وبعدما عرضت المشاركة في الائتلاف الحكومي على زعماء داشء سرعان ما تبيّن
فشل مراهنة هؤلاء على المشاركة بالحكم من موقع قوةء وذلك بدليل المفاوضات الطويلة
والمضنية التي دارت بينهم وبين زعماء ليكود» والتي توقفت أكثر من مرة بسبب الشروط
المتشددة التى عرضت على داش من أجل القبول بانضمامها إلى الحكومة. فرغم عودة
يادين وتأكيده على الشروط التي وضعتها حركته قبل الانتخابات للمشاركة في أي ائتلاف
حكومي, فإن موقف المساومة لديه كان ضعيفاً. بحيث استطاع بيغن تشكيل حكومة
ائتلافية» قبل انهاء المفاوضات الائتلافية مع داشء وإن كانت تستند إلى قاعدة بلمانية
لا تتعدى ثلاثة وستين صوتاً. والجدير بالذكر هناء أن شروط داش تلكء تمثلت في تقليص
عدد وزارات الحكومة, وبانتهاج خطة اقتصادية فعلية لكبح التضخم المالي والالتزام
بالحفاظ على اتفاقات الاجور نصاً وروحاً. ثم بوضع خطة عمل مستعجلة لمعالجة شؤون
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 114
- تاريخ
- مايو ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22430 (3 views)