شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 68)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 68)
- المحتوى
-
سنوات. وهكذا تفرق أبرز أعضاء داش من حول يادين الذي أظهر ضعفاً شديداً في
فرض سلطته بشكل تحولت فيه أقواله حول «وجوب توفر يد قوية موجهة» و«يدٍ تمسك
بزمام الامور» ودالا يحدث وضع يشد به كل طرف ف اتجاهه» وما شايه ذلكء إلى مجرد
أقوال لا تغطية لها. ونتيجة لهذا التفككء عاد مئير زورياع إلى الكيبوتسء ومثّير عميت
ودافيد غولومب إلى حزب العملء؛ وتامير ونوف إلى ليكودء وعادت شينوي حركة مستقلة.
أما أولئتك الأشخاص الذين انضموا إلى داش بشكل شخصيء فبينهم من أعلن أنه
سيعتزل الحياة السياسية, ومنهم من يبحث عن اطار حربي آخر. وهنالك نائيان من
داشء وهما شلومو الياهو وشفيق الأسعد.ء لا يزالان يبحثان» دون نجاحء. عن حزب يقبل
بهما.
ظاهرة عايرة واستنتاج رئيسي
إن السؤال الذي يطرح نفسه؛ هناء هو: ما هو الاستنتاج الذي يمكن استخلاصه
من ظاهرة داش العابرة؟ هل كانت هذه حزباً سياسياً حقيقياً. أم أنها كانت حركة
احتجاج كبرىء على غرار حركات الاحتجاج التى ظهرت بعد حرب ١97“ في اسرائيل؟
يبدو أن الاستنتاج الرئيسي الذي يمكن استخلاصه هو التالي: إن النظام الاسرائيلي
لا يحتملء على صعيد البدائل المرشحة للسلطة, إلا أجهزة حزبية كبيرة ذات جذور
أيديولوجية راسخة واسس اجتماعية ثابتة ورؤية واضحة. وهنالك بديلان في اسرائيل؛
أو مركزا قوة على هذا الغرار. وهما حزب العمل وكتلة ليكود؛ أما الأحزاب الأخرى
الباقية. سواء كانت مواقعها على الخارطة الحزبية أحزاب وسطء أو إلى اليسار من حزب
العمل. أو إلى اليمين من ليكودء فإنها تبقى محدودة في حجمها وتأثيرهاء وكلما كانت
قريبة: أيديولوجياً. من أحد البديلين الأساسيين تكون أكثر عرضة للانشقاق أو الاندماج
به. وبالنسبة لحركة داشء فإن طرحها وتطلعاتها نحو التغيير والتبديل في السلطة لم يكن
يتلاءم وأيديولوجيتها الضعيفة. أو مع أجهزتها الحديثة والصغيرة؛ مما حوّلها إلى حركة
في غير موقعهاء وبالتالي لم تستطع تحمل المسؤوليات التي فرضها عليها مثل هذا الموقع.
إضافة إلى ذلكء فإن هذا الموقع الذي وضعت داش نفسها فيه. كان عرضة
لضغوطات خارجية؛ من المعسكرين الكبيرين في اسرائيل اللذين اعتبرا داش بمثابة خطر
مشترك عليهما('"). وقد تجِسّد هذا الخطرء فعلاً, بالنسبة لحزب العملء. من خلال فقدانه
السلطة لأول مرة منذ قيام اسرائيل لصالح خصمه التاريخي: ليكود. إلا أن ليكود
لم يوجه الشكر إلى داش مقابل ذلك, وإنما عمل كل ما في وسعه من أجل احتوائها
واضعافها بواسطة ضمها إلى حكومته, الأمر الذي أدى أخيراً إلى حلها نهائياً. وقد
تصرفت على هذا النحوء تماماً. كما تصرف حزب مبايء في الماضيء مع قائمة رافي التي
تزعمها بن - غوريون. فعلى الرغم من قوة بن - غوريون وحنكته السياسية - وقد كان
يادين أحد المقربين إليه - فإنه لم يستطعء في نهاية الأمر» مواجهة ضغوطات أجهزة
مباي الكبيرة. ومن هناء يبدو أن تفاخر يادين بانجاز حركته المتمثل في تغيير السلطة في
اسرائيل بطريقة ديمقراطية, ليس في موضعه لأنه ليس هو الذي تسلَّمها وإنما كتلة ليكود
14 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 114
- تاريخ
- مايو ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22430 (3 views)