شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 96)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 96)
المحتوى
في هذا الصنيع, بعض الوفاء للراحل العظيم الذي استحق عن جدارة لقب زيتونة
فلسطين. والتكريم, كما يقول الشاعر نفسهء انما يكون «لفكرة ولموقف ولشعر ملتزم»7).
ذظرة فى الديوان
يتألف ديوان أبي سلمى من قسمين يشتمل القسم الأول منهما على ما أنشأه
الشاعر في الفترة التي عاشها في وطنه فلسطين, أي قبل سنة ‎,١5548‏ ويشمل القسم
الثاني القصائد التي أنشئت بعد التشرّدء في المنفى» حتى وفاة الشاعر. والقسم الثاني
هذا ينطوي على مراحل شعرية عدّة تختلف باختلاف المعطيات المكونة للتجربة في عل
مرحلة. ومما يجدر ذكرهء هناء هى أن جزءاً غير يسير من قصائد القسم الأول قد
وهذا ما يؤكّده الكرمي حين يقول: «وليس القسم الأول عل ما قلته في وطني فلسطين قبل
النكبة: فلقد فقد منه الشيء الكثير»(؟). والتقسيم هذا لا يتخذ العامل الزمني, من حيث
سيرورته. أساساً. وإنما ينظر إلى اختلاف طبيعة التجربة, ف كلّ من الفترتين
التاريخيتين: المؤدي الواختلاف تعبير الشاعر ويجعله أساساً.
مسألة اتباع النمط القديم من الشكل
والملاحظ أن قسمي الديوان اتّباعيين من حيث شكل القصيدة. فقد حرص الشاعر
على اتباع النمط التقليدي. ولم ير حاجةٌ للخروج على القديم من الشكل المتمثل باتّباع
الوزن الواحد من الأوزان المعروفة والقافية الواحدة. ولم يلجأ إلى تعدّد القوافي مع مراعاة
الوزن إلا في عددٍ من القصائد.
المقيلس تاريخي: والحق أن معالجة مسألة اختيار أبي سلمى للثمط التقليدي
للقصيدة العربية قالباً لشعره تقتضي وضعها في اطارها الفنّي التاريخي؛ وذلك لأن
المقياس ليسء بأيّ شكلء مطلقاً. وانما هو محكوم بالشرط التاريخيء ونعني” التاريخ
بابعاده جميعهاء وكي نوضح أكثر نورد المثال التالي: قال الشاعر الجاهلي دريد بن الصمّة
بعد ان ثأر لأخيه, وكان قد تباط في أخذ الثار وير مر لذلك:
إن المتلقي» في عصرناء يرى في تعداد الاسماء مباشرة وتقريريةء ولكنّ الشاعر كان
يُخاطب فيه إنسان العصر الجاهلي الذي كان للثار والنسب عنده قيمة كبرىء وقد .أتى
التعداد ليجيب على حاجة الشاعر. إذاً فقد أملت طبيعة التجربة المكوّنة» وفق الشرط
التاريخي» شكل التعبير ومحتواه. . ونحن علينا عندما ننظر في الشعر أن ندرك ان المقياس
ملموس دائثماً.
مسألة العلاقة بالمتلقي: شعر الكرميّ من النوع الذي يريد له صاحبه. كما
سنرى, الوصول إلى المتلقى والتأثير فيه؛ والمتلقي الذي يتوجه إليه الشاعر هو الشعبء
جمهور الشعب لا النخبة منه. وهذا يعني ان العلاقة بالمتلقي كانت تحكم مسألة اختيار
الشاعر للشكل الفني.
145
تاريخ
مايو ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39480 (2 views)