شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 98)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 98)
المحتوى
هذه: العجز أو الكساح المؤدي للانقطاع بين طرفي الظاهرة الأدبية أهم مشكلات الشعر
العربيّ الحديث؛ أو لعلها أزمته.
والحق ان هاجس التجديد أو الخروج من اسار التّمط الذي ساد طويلاً. أمر
ضروري وإنا به مسيس الحاجة. ولكن الخروج المنفصل عن التراث وعن هموم المحيط
الذي تحدّد طبيعته التجربة المعبّر عنهاء شكلاً ومضموناً لا يكون إلا أبتر ولا يعدى كونه
رطانة هجائية صوتية تقلّد انماطاً غربية ومحلية ناجحة.
كانت هذه المداخلة عن اهمية التوصيل بالنسبة للشاعر الملتزم. وعن ظاهرتي التكرار
والغموض في الشعر الحديث الذي وصل أخيراً الى مأزق حقيقي ضرورية لوضع مسألة
اختيار الكرمي للنمط التقليدي قالباً لشعره في إطارها الصحيح. إذ ان القصيدة
لا يضيرهاء بشكل مطلق: ان تكون ذات كوفية كما يرطن البعض: هذا شاعر عمودي
وينفضون أيديهم مترفّعين. كما انه لا يزينها ان تكون «مخوجنة» تنسخ اشكالاً تمخضت
عنها تجارب علمية مشروطة تاريخياً. فالشعرء كأي نشاط إنساني آخرء نشاط في اطار
وذى اتجاه. إنه «كائن اجتماعي وكائن تاريخي». والاساس في الامر ان يكون النشاط مَُبَرَّراً
تاريخياً. وعلى من يحاسب ان يلمس مجمل الظروف المحيطة.
معاصرة مرحلة احياء التراث وانبعاثه: وأبو سلمى الذي ولد في طولكرم
بفلسطين أيام الحكم العثماني, لمس؛ بشكل مباشر آثار سياسة التتريك التي مارسها
العثمانيون في الفترة الاخيرة من حكمهم؛ فقد حُكم والده بالإعدام إسوة بالاسرار
الاخرين الذين هبّواء باسم العروبة يناهضون سياسة الاتراك الهادفة إلى دمج العرب في
الاطار العثمانى العريض. ولم يخقّض حكم الاعدام عن والده الا بسبب كبر سنه وكونه
عالماً. ثم. وكما يقول الشاعر نفسه. وقعت هذه الامة في برائن الاستعمار الغربي وكان
عليها ان تواجهه. يقول الكرمي: «الامة التي ما أن خرجت من ليل الاضطهاد العثماني
الثقيل حتى وقعت في براثن التجزئة... كنا نفكّر بفجر الحرّية والاستقلال والوحدة
العربية... وإذا بالهموم تبدأ من جديدء وإذا بدول الحلفاء تقسم البلاد وتتآمر عليها
وابتدأ النضال من جديد ‎.)١0(0...‏
وقد واجه العرب المرحلة التاريخية المعنيّة, والتي لا تنفك مستمرةء والتي تتميز
بالمواجهة مع العدو المثلث الوجوه والمتعدد الاذرع والمخالب وما زالوا يواجهونهاء والذي
يعنينا هنا ان الرابطة القومية الخذت, في اواخر القرن الماضي وبداية هذا القرنء موقعها
بديلاً عن كل ما سبقها من روابط عشائريّة ودينية ومذهبية اثبتت عجزها عن مواجهة
العدو. وقد تأصّلت هذه المواجهة الموسومة بالاتجاه القومي» في فلسطينء اكثر من الاقطار
العربية الاخرى وذلك لأنها كانت اكثر شراسة في سعيها لمنع تحقيق مشروع الاستعمار
الاستيطاني الذي كانت تنفذه الحركة الصهيونية برعاية من بريطانيا.
وعلى الصعيد الأدبى كانت المرحلة مرحلة إحياء للحراث وعودة إلى الأصول
والينابيع بعد فترة انقطاع وجمود طالت وطالت وادت إلى أن تصاب القصيدة العربية
14
تاريخ
مايو ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39480 (2 views)