شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 100)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 100)
- المحتوى
-
الفن والموهوب من الادباء يستطيع أن يحوز على الابداع وأن يكون له كل ما يريد وهو
محتفظ بالشكل المعروفء وان هذا لا يمنع من التجديد الذي يدعو له جمهرة المتأدّبين
الناشئين. وإن المذاهب الشعرية والأدبية عند الغربيين كثيرة متضاربة. وهي من غير شك
دليل قلق وحيرةء وان الذي حدث عندنا ان هو الا صدى لما جِدّ عندهم. ولكن هذا القلق
وهذه الحيرة لم يمنعا من بروز الشاعر المفلق الفذ الذي يشق طريقه غير آبه بهذا الجدل
القديم فيعجب به خلق كثير, ويكون في عداد الخالدين..9(0").
ملاحظتان: دف هذا المقام يجدر بنا إيراد ملاحظتين تتعلق الأولى منهما بخروج
الشاعر على وحدة القافية في عدب من قصائده؛ وباتباعه اسلوب القصة في قصيدة تحدّث
فيها عن اليتيمة. أما الثانية فتتناول مسألة هي سمة للقصيدة العربية التقليدية. ونعني
بها سمة المثالية والعمومية والمبالغة. أو بتعبير آخر عدم الاهتمام بتفصيلات الحياة
اليومية. إننا لا نلمسء في الديوان» مشكلات العيش والسفر والهجرة مفصلة وانما نلمحها
عموميات مشاراً إليها.
إنها طبيعة الشعر. والعربي التقليدي منه بخاصّة؛ ويعيدها د.حسني محمود
حسين إلى أثر «الحفظ من التراث في تنشئة المتعلمين وتشكيل تفكيرهم وفي تكوينهم
الفنى»(05).
والسمة هذه لا ينفرد بها شعر أبى سلمى وإنما هيء كما قلناء من سمات الشعر
العربي. وذلك عائد إلى الطبيعة الشفوية لهذا الشعرء في اصوله الأولىء والتي كانت
تتطلب تكثيفاً خاصاً يسهّل الحفظ على الذاكرة. ١
استان الشعر العربي المقاوم: لم يغد الكرميّ في عداد الخالدين من الشعراء إلا
لأنه كان: كما يقول غسان كنفاني عنه: «استاذ الشعر المقاوم العربيّ الذي تتلمذ على
يديه جيل من الأدباء العرب»7"). وهذه المكانة التي احتلّها والتي يتفق الجيلان» جيل
يقترب منه عمراً... وجيل شابء كما يقول ماجد السامرائىء, على تبوّئه إياها انما كانت
بسبب امتلاكه مفهوماً للشعر جعله صنو كبار من الفنانين المناضلين وبخاصة لأنه امتلك
المقدرة على الملاءمة بين النظرية والتطبيق: اذ انه وظف شعره. كشكل من أعمق اشكال
الوعي الاجتماعي, في خدمة قضيته التي آمن بها.
يقول إيلوار: «... فمنذ مدةٍ طويلة هبط الشعراء من القمم التي ظنوا انهم
يتسئمونها وذهبوا في الشوارع... وتعلّموا أناشيد تمرد الجمهور البائسء» ويحاولون دونما
ارتداد أن يلقنوه درسهم»52"). والحق «ان الزمن الذي كان يتم فيه الفصل بين هموم
الشاعر الابداعية ويين ما يخترم مجتمعه من هموم قد مضى إلى غير عودة. والسياحة
الكلامية على هامش المجتمع لم تعد ذات بال». هذا كله بعض مما آمن به ابوسلمى
ومارسه. فهوء طللما ان الشعر كله مسؤولء يطلب من الشعراء الا يرابطوا في البروج
البيض, لأن الليل عالم مجهول والحرف نور يضيء الدجنة... ويرى ان الحرف كالاناسي فيه - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 114
- تاريخ
- مايو ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 4153 (7 views)