شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 102)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 102)
- المحتوى
-
وكان للشاعر ما أراده: لقد كان الكرميٌّ واعياً اختياره, مدركاً ما يقوم به, عالماً
أن السياحة الكلامية على هامش المجتمع والتاريخ من شأنها أن تجعل الشعر رقيقاً يجره
النمّاس. من أذنه ذليلاً, مهما توشى وتزخرف وتعقّد و«تخوجن». وقد استطاع ان يطيّق
ما نادى به فلم يحدث تعارضء» أو قطيعة. بين النظرية والممارسة عنده على الصعيد
الشعريء كما انه حقّق التواصل مع الجمهورء فكان شعره واضحاً بسيطاً يتناول الحدث
ويعرضه على الجمهور إبداعاً يفهمه هذا ويتذوقه فيقبل عليه بشغف ولهفة؛ ومما ينبغي
ذكره هنا هو «ان الشعر البسيط المفهوم يمكن ان يتطلّب جهداً على مستوى الادوات
التعبيرية أو التقاط الواقع وعكسه أكثر من الشعر المعقد». ويمكن أن نورد مثالا على
تلقي الجمهور لشعر أبي سلمى. ناشد الملوك العرب شعب فلسطين ان يوقف ثورته
المشهورة المعروفة باسم ثورة ال56. معتمدين, في قرارهم هذاء على «حسن نوايا
صديقتهم بريطانياء؛ فأنشا ابوسلمى قصيدة تناولت الحدث هذا. ولنسمع شهادة تتحدث
عن وقع هذه القصيدة لدى الشعب وعن إقباله عليها. يقول غسان كنفاني: «وقد لاقت
هذه القصيدة, في ذلك الوقت. شعبية لا مثيل لهاء ووزعت على شكل منشورات سرية في
كل مكان من الوطن العربي تقريباً. وتولى شعراء اليمنء آنذاكء مثلاً. تشطيرها وتوزيعها
في اليمن كشرارة لا بن منها للثورة على حكم الامام»(”"). وهذا ما كان يريده الشاعر
لشعره أن يصل ويؤْثّر؛ وهو ما كانت تقتضيه المرحلة وطبيعة التجربة.
لا لا لأا
زيتونة فلسطين: استطاع الكرميّ ان يوائم بين مفهومه للشعر وممارسته له
فاعطى ما جعله في عداد الخالدين من المبدعين. وقد كان ذلك بسبب التزام الشاعر
بقضية وطنه وشعبه التزاماً عبَّر عنه بنشاط إبداعي فيه بساطة ذلك الشعب وعمق تربة
ذلك الوطن السمراء التى راكمتهاء خصيبةً. الزنود السمر للأهل الذين شكّلوا أرق
الشاعر ووهج إبداعه. وكما يقول يحيى يخلف فإن «جذور أبي سلمى العميقة ضاربة في
تربة التجربة الكفاحية ولذلك استحق عن جدارة لقب “زيتونة فلسطين' الوارفة» فيها
يجري النسغ, بها تستمر الحياة الداخلية للثقافة الثورية»!١
سجل ابداعي ودلورة
منذ الثلاثينات,. وحتى آخر يوم من العمن.. . لم ينقطع العطاء طلا حانياً وثماراً
فيها الغذاء. وعطاء أبي سلمى» كما يقول يخلف, «يعد من انصع صفحات الكفاح الشريف
والشجاع وأكثرها توهجاً ف تاريخنا المعاصر». والحق أنه بيدو» وللاطلا ع الأول على ديوان
الشاعر, ان هذا العطاء يشكل مرآة تعكسٍ التاريخ الفلمطيني المعاصر, وبتعبير أصح,
نذكر تناوله للأحداث التالية: بيع أوادي الحوارث. ثورة جيل الثار ابناء قصر المندوب
السامي على جبل المكيّر. ثورة ١577 وتدخل الملوك العرب لإنهائها؛ التقسيم... أما
الوضعان السياسي والاجتماعي فقد تناولهما في قصائد عدة نذكر منها: شبابء كله
استعمار, نور ونارء مؤتمر العمال.. . وبعد النكية, قصر شعره على موضوع كاد يكون - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 114
- تاريخ
- مايو ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 5113 (6 views)