شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 112)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 112)
- المحتوى
-
المصيبة على الانسان وتأثيرها في تشكيل علاقته بالعالم وأشيائه, وتحديد رؤيته لها. إن
الاشياء جميعها تتلوّن بلون الرؤية التي يطل بها الانسان... هذه الرؤية التي تتكوّن
بتأثير الحدث - المصيبة. فنحن نجدء في تاريخ الأدب العربي؛ شعراء خلعوا انفسهم
على الطبيعة والحياة. فتقرا لشاعرة قتل أخوها شعراً تعجب فيه أن يظل شجر الخابور
ا قسجير الك لبون عالك مويف كاك لم تحزن عل ابن ريف
يقتل مالك بن نويرة أخو الشاعر متمم بن نويرةء فتختفي مظاهر العمران وتصير
البلدان بكل ما فيهاء قبورا. يقول متمم: «فهذي كلها قبر مالك».
المأساة في الحالتين اللتين ذكرنا فرديّة. أما النكبة فكانت مأساة وطنيّة وانسانيّة
فضلاً عن فرديتها. النكبة, ونحن ندرك ان الشرط الفلسطيني لا يمنح الفردية أصالتها
الا حين تكون ذات بعد وطنيء خلقت رؤية خاصة لأبي سلمى يطل بها على العالم
والطبيعة ومظاهر العمران. لنقرأ هذه الآبيات التي يعجب فيها الشاعرء كابنة طريفء من
اخضرار العود والتي يرى فيها الأنهار دموعاً ويعجب من جريانها...
اعجباً بعدما تشرّد أمني كيف يخضر فوق أرضك عولد
(ص؟522)
بردى والقرات والنيل.ء إن لم يستردٌ الاردنُ دمع جاري
(ص5١5)
كيف أنهارنا الذليلة تجري لم يعد في الضفاف عذب فرات
(ص )"9١
ولنقرأ كيف تغدو المدن نعوشاً توابيت... إن لم تعد القدس. ولنتصور إحساس
لما تركت القدس دامية الخطا تمشى على التاريخ بالاصفاد
الفيت. أثنى سرت. كل مدينة عربية حملت على الاعواد
غير ان هذه اليقية. التي تنظر إلى إلى العالم . من خلال المأساة الوطنية العامّة لا تسقط
تلك هي مهمة الشاعر, أن يهبىء الخمائر قْ ليالي الانتظار. أن يدير الدروب في
الليالي الحالكة. أن يهب حياته لشعبه ووطنه؛ ولكم ضحى الشعراءء كما قال ناظم حكمتء
«منذ كان الشعر. بحريتهم, ٠ ووهيوا حياتهم لما آمنوا به ولكم اضطروا إلى هجرة
١١1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 114
- تاريخ
- مايو ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 3481 (8 views)