شؤون فلسطينية : عدد 116 (ص 50)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 116 (ص 50)
المحتوى
مصر نحو السودان: واضعاً النميري في المواجهة. إلا أن الأخير كان متردداً في السير معه
والتطابق مع سياساته. لعلمه أن تماهياً وتماثلاً شديدين مع سياسات السادات
سيعرضانه إلى مجابهة محتملة الوقوع مع قوات الأنصار ومع رئيس الوزراء السايق
ع المهدي, د وأن الأخير كان قد استقال من جميع مناصبه في الاتحاد
شتراكي السوداني في تشرين الأول (أكتوبر) 16514, عندما أعلن النميري مساندته
لاتفاقات كامب ديفيد(''). وبالطبع كان موقف السعودية المعارض للاتفاقات يفعل قعله
لدى الاخوان المسلمين بقيادة حسن الترابي
وعليه. فقد اعتير النميري أنه من غير الحكمة إرضاء السادات كلياً في هذه
المرحلة. وفضل انتظار ظروف أخرى أكثر مؤاتاة ليقوم ببهلوانياته السياسية المتأثر
بمهارته الرياضية المعهودة منذ كان ضابطاً شاياً في الجيشء والتي أثبتها ببراعة يشهد
لها حين انحرف بانقلاب 55 أيار (مايو) ‎١134‏ الوطني إلى هاويا ال والسحق
والسحل للحركة الديمقراطية والاجتماعية التقدمية الوطنية في السودان(:*)
لم يطل الوقتء حتى اضطر النظام السودانيء برئاسة جعفر نميريء إلى التنازل
أمام ضغط الشارع الوطني المنفعل بالقضية القومية والانتماء العربىء وبالذل والسحق
اليوميين اللذين يعانيهما من النظام. فقد عاش الشعب السوداني في شهري أذار (مارس)
وطشفان 4( لكان 5150 الحالكة عن“ العليان! أفكري . 1 الاسفاطية اسل تدكا تراك
عديدة وصاخبة وكبيرة» تندد بخيانة السادات ومبادرته: الاستسلامية('"). ولم يكن حظه
مع زعماء المعارضة الرسمية بأحسن حالاً. فقد فشل في اقناعهم بالتعامل معه بسبب
موقفه المؤيد لسياسة السادات الاستسلامية('"). إن موقفاً سياسياً واضحاً من هؤلاء,
لصالح دعمه. كان سيجعلهم في مجابهة مع جماهيرهم المتأثرة إجمالاً بالعروبة والاسلام.
ولذلك لم يقدموا على اتخاذ هذا الموقف.
كان على النظام السودانيء بقيادة النميري» أن يختار بين أمرين لا ثالث لهماء
الاستمرار علتاً في سياسة محالفة السادات وبالتاللمي مجابهة غالبية الجماهير 0
التي أذاقها الأمرين» والتى ألهبت خيانة السادات حماستها القومية والشعبية» وإما
معام ري اع 1
والاختيار الأول لم يكن مضمون النتائج؛ فالنظام عاجز وضعيف اقتصادياً. وخائر
القوى سياسياً. بعدما انهكته محاولات الانقلايات ومشاريع المؤامرات طيلة السنين
الماضية('"). والجيش الذي يعتمد عليه قصمت ظهره التسريحات المتتالية وقرارات
الصرف والطرد من الخدمة. ولم يعد أمامه من حام فعلي غير القوات المصرية المرابطة في
السودان!؛"), كما كان دأبها منذ انقلاب هاشم العطا عام ‎.١57١‏ والقوات هذه كبيرة,
حتى أن البعض رفع تعدادها إلى ما يقارب الأريعين ألف جندي”*") مهمتهم حماية
النظام من السقوط: إلى جانب كونهم احتياطياً أثبت دوماً استعداده للوقوف إلى جانب
السياسة الأميركية كما حدث في شابا الكونغو والصومال. ويفض النظر عن صحة العدد
الذي تورده مصادر سودانية» فان الثابت كون هذه القوات ساهمتء دوماًء في تثبيت
لمك
تاريخ
يوليو ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17767 (3 views)