شؤون فلسطينية : عدد 116 (ص 129)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 116 (ص 129)
- المحتوى
-
تطور من اللقف إلى الجرف. ولا كان. من المستجيل أن نخلع الفعل عمن قام به (أو بلغة
نحوية: الفعل عن فاعله). فإن لفظة «مدهاء لا تقل مركزية عن الفعل السابق عليها
مباشرة. ولعل. التسلسل الاجرائى أن يكون :شديد النصوع: فبعد الجرف واللقف جاء
الموج. إلا أن الوتيرة المستمرة الا بلع أذروتها. هلنا؟ ٠ بل هي تعبر عن ذاتها عند حال
الاكتساح, وهو أشد من التماوج الذي قد يكون لطيفاً. وهناء كذلك: ما يلبث «المد» أن
يطل برأسه كقائم بعملية الاكتساح وحامل لها. وعند هذه النقطة. تنشطر الفقرة كلها
شطيرتين تقفو ثانيتهما الاولىء ولكن دون أن يكون هنالك أي انقطاع بينهما. أما الشطيرة
الاولى فتتسم بالحركية, وقد عبرت عن هذه السمة أفعال شديدة القدرة على التعبير عن
الحراك: وأما الشطيرة الثانية فتتسم بالسكونية» وقد عبرت عن سمة السكون وجدانات
ثابثة. وكذلك فعلان يدلان على السكينة والاستقرار دلالة تحديدية صارمة: «يقطن»,
«يبقى ٠.»
بيد ان هذا التعارض بين الحركة والسكون في شطيرتي الفقرة لا يعني أن الصور
ليست متنامية هناء إذ ثمة صلات لطا الفحوى تستوطن الفقرة برمتها وتنظمها في
نسق واحد. فهنالك ثلاث ظواهر ينطوي القسيم الأول عليهاء ثم ما تلبث لات
نفسها في القسيم الثاني» وإن كان هذا التجلي يأخذ شكلاً جديداً: المد البشريء التماوج,
البقاء على السطح بغير تماس. وبذلك يغدى كل من القسيمين تنويعة على مضمون واحدء
0 0 لمعنى بعينه. أما الظاهرة الاولى فتتحول في القسيم الثاني إلى «وجوه..»,
وأما الثانية فتظل على حالها «تموج», وأما الثالثة, وأما «البقاء على السطح بغير تماس»
فينتقل من الشاعرة إلى البشر أنفسهم, أي من الذات إلى خارجها. إنها مدينة اللاتواصلء
أو المدينة المغلقة في وجه كل فرد حتى وإن يكن من سكانها. وتأتي عبارة: «هنا الاقتراب
بغير اقتراب» كيما تنمي فكرة 'اللاتماس» أو حال القطيعة؛ نفسهاء حتى لكأنها نسلت منها
أو تناسخت عنها: الناس يتقاربون في المكان ولكنهم يبقون في منأى بعضهم عن بعضهم
الآخرء فما من أحد يمس إالاسطح الآخر. قشرته, لحاءه الخارجي اليابس. ومن قوة هذه
العبارة نفسها ولد البيت الأخير في المقطعء لأن اللاإقتراب يعني «اللاحضور»». وهذا الآخر
يعنى «حضور الغياب». والحقيقة أن المتناقضات في البيت الأخير تخدم إلى حد جد بعيد
فكرة اقتراب الناس بعضهم من بعضهم الآخر دون أن يتصل أحدهم بالآخر.
غير خافء. إذنء, أن حراك الصورء في هذه الفقرة كلهاءمنحاه محكوم بمبدأ فحواه
قيام كل صورة بخلق الاخرى وصوغهاء الشيء الذي من شأنه أن يخلق احادية المقام,
وفي الوقت نفسه تلوينه بشتيت الأصباغ الصانعة للفروق داخل الوحدة. وهذا مطلب عزيز
على العقل يستسيفه أنى التقاه أبداً. غير أن هذا النهج التصويري المتوالد ليس
الظاهرة الأطغى على شعر فدوى طوقان. وبالبداهة, إن كل توالد صوري هوء في جوهره.
خروج الثانى من الأولء د بحيث تتشكل بينهما علاقة داخلية في المضمون, أو قل بحيث يلون
أعماقهما صباغ واحد من شأنه أن يصنع وحدة الهوية. ولكن هذا شأن لا يطيقه العقل
دوماء إذ العقل مسكون بالشروخ بضرورة طبيعته.
فول - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 116
- تاريخ
- يوليو ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10631 (4 views)