شؤون فلسطينية : عدد 116 (ص 137)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 116 (ص 137)
- المحتوى
-
أصحيح انهلم يكن هناك من أحبها سواهء أم أن هذا القول لا يعدى كونه اسقاطاً
لا يعني سوى أنه ما كان ثمة من أحد أحبته هي سوى ابراهيم؟ إنها سرعان ما تنقض
ذاتها لتدعم صحة هذا المذهب, أي أن ما قالته ليس إلا إضفاء حقاً. فلقد أحبها الكثير
من الناس. ها هي ذي تقول:
وراحت الحياة
أحبني الكثير غير أنني
بقيت عطشى دونما ارتواء
كأنما كل الذي بلغته سراب.
ثم تتابع تصويرها لسعيها وراء السراب الذي كثيراً ما تمنت أن تلمسه مجسماًء
أن تراه «شيئا يمس الي كتين !
ثمة حقاً تثبت على موقف طفليء موقف مسحوب من بواكير العمرء ا
ال 1 وقد يكون هذا التثبت جزءاً من سر الأزمة الداخلية التي تعيشها
فدوى, تكابدها وتعانيها دونما انقطاعء إن البعد النفساني لا ينقطع ولا يضيع. ولهذاء
أرى أن من الخطأ الظن بأن الدواوين الثلاثة الأخيرة 80 كن تكست [لسي رن
نفسياً للدواوين الثلاثة الاولى. وربما كان في ميسورنا الذهاب إلى أن قطبي الصراع
الكامن في أعماقها والعامل على اقلاق روحها هما الترجح بين حالة التثيت الطفلية وحالة
الانعتاق من هذا التثبت والاكتمال بالآخر. إذ هى دوماً تنتظر ساعة خلاصء تنتظر
الفارس المنقذ. وهو من صوّرته بمنهجية رمزية في «نبوءة العرافة», المنشورة في الديوان
السادس. وهنا تتبدى الشاعرة وهي تبذل جهداً ملموساً من أجل التخلص من تثبتها
الطفلي. وبين هذين الطرفين المتعارضين. الانتماء العاطفي إلى الأقارب والانفتاح العام على
الغرباء. تتأرجح الشاعرة. فيصطرع في داخلها منزعان متضاربان تعوزها القدرة على
التوفيق بينهماء فتكون النتيجة القلق. ويبدو أن لا بد لكل نفس من أن تكابد شرخها الخاص.
وربما كانت النفس معتلة في منشئها السري أو مصدرها الميتافيزيقي المجهول,
ولهذا فإن تثبتها على نقطة ماضية؛ برهة من الماضي الميت2 قد لا يكون إلا مجرد ذريعة
للمواظبة على الوجع الذي هو جزء من أصالتها وطبعها. فقد تعشق النفس ما يستحيل
استرداده لتجد عذراأ في أن تنفتح على الآخر الذي هن شأنه أن يهشم قوقعة النفس وأن
يفك حصارها ويأخذ بها إلى السعادة التي لا تبتغيها لما لها بالوجع من تعشق. ولهذا
يمكن القول بأن شعور فدوى بضرورة تكرار حالةالعزلة هو ما جعلها تكثر من استعمال
مفردات تدل على الوحدة والسجن والقيدء وما إلى ذلك من الفاظء الأمر الذي يشي بأنها
تهوى الألم أكثر مما تهوى الفرح. وفي ظني أن هذا هو طبعها السابق على أية رضوض
نفسية يمكن أن تأتي بها الحياة.
وعلى أية حال؛ أراني أخول نفسي حق الزعم بأن وفاة أخيها ابراهيم قد تركت في
نفسها صدمة لم تبرأ منها حتى اليوم» تماماً مثلما كانت وفاة والدة السياب صدمة ورضأ
شديد العمق والوجغء لم يبرأ منه طوال حياته.
١78 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 116
- تاريخ
- يوليو ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10631 (4 views)